بنت الجنوب
01-24-2020, 01:41 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تُدرك ماذا يَعني { إنَّهم فِتية } .. بإنّ التّوكيد ؛ التي تُنبّهك أنّهم أدمَنوا العِشق لله ، وقد كان الأصلُ أن يُراودهم الهَوى !
كان الأصلُ .. أن يَظلّوا في دوّامة صوت الجَسد .. وأن تَسحقهم أثقال الشّهوة .. لكنّهم رابطوا على البُزوغ لا على المَحاق !
{ إنّهم فِتية }
..انبَعث فيهم حُلم الانعتاق .. تلاقوا على تَطهير دِمائهم من أحلام الغُواية .. وتوهّجوا في وقعِ أقدام العُبور !
جَعلوا بينهم وبين الانكسار حِجاباً .. وسكبَوا لله الشّبابا .. فانحفَرت في أعمارهم { ثلَاثمائة سِنين وازدَادوا تِسْعا } .. مَدّها الله مَدّاً .. إذْ أن الله يَجزي بالحسنة عَشر أمثالها ..
شَبابٌ .. كتب القُرآن أعمارهم تاريخاً مِن السّقيا !
{ إنّهم فِتية } ..
وكان ذلك يَكفي ؛ كي يَقِفوا مُحايدين على عَتبات التّردُّد .. تَجذبهم شَهوة الطِّين ، ويَصغُون لصوتِ الرّغبة في عروقهم ، ويتوزّعون على خارطةِ الدُّنيا بِلَذّاتها !
كيفَ انتَعل هَؤلاء الفِتية خِفافهم وانطلقوا خفافاً !!
كيف انغمَروا في عَتمة الدُّجى راحلين !!
وكيف كانوا يَنزعون عن النّهار بقيّة الّليل !!
{إنهم فِتية } ..
سَهِروا على الحقيقة ؛ يحرُسونها من اغتيالِ العابثين .. فرَزقهم الله نوماً صاحبَتهم فيه نونُ المعيّة ، وكان الله بذاته يتولّى أمر { نُقلِّبهم ذاتَ اليَمين وذاتَ الشِّمال } ..
بنونِ الجَلال والكَمال .. التي إذا آوَت عبداً ؛ جعلَت له مِن الكهف مأوى .. حتَّى تَقِف الشّمس مُرتعشة تَزاور عنهم .. كأنّها تخشى أن يَسبق منها شُعاع ؛ فَيرقظ المُعجزة قبل الآوان !
{ إنّهم فِتية } ..
وكان كلّ فتَى نسيجَ وحده !
هل تفهم ما معنى ذلك .. مَعنى أن تقبِض على تَفرُّدك ؛ فلا تأذَن للتّشوّه أن يكتُبك !
هل تفهم معنى .. أن تُصرّ أن لا تكون رقماً .. وتظلّ إنساناً مُختلفاً له قياماً طويلاً !
هل تَفهم .. لماذا رحلَوا الى الكهف .. الى حُلم فوق الواقع .. الى شُبهة أمل !
تأمل معي أنهم كانوا { فِتية } .. لم يملكوا إلا الانسحاب من المُستنقع ؛ كي يظلّ المِسك في الثّياب رغم تَراكم العَفن في كلّ مكان !
إذ ما اصعَب أن تصيد وُجودك .. أن تلمّ ذرّاتك كنور منتثِر هنا و هناك .. تَجمعه ثمّ تنفُخه في الأرواح المُتآكلة مِن حولك ..
تُرَمِّم به الانهيارات العَميقة التي صَنعها الطّوفان !
وتِلك وحدَها ؛ بُطولة !
بُطولة ..
أن لا تأذَن للرّيح أن تُبعثِرك !
بُطولة ..
أن تهمِس بِحُروف المطر رغم الجَفاف !
بُطولة ..
أن تطوُف وحدَك بكعبة الأفكار ؛ والنّاس غرقى في الطّواف حول ذَواتهم !
بُطولة ..
أن لا تُغنّي أغنية الجُموع الضّالة .. وتظلّ تُرتّل كلمات السّماء ولو كنتَ وحدك !
بطولة ..
أن تُخبّىء خُضرة الرُّوح فيك ؛ حتّى يأتي أوانُ المَطر !
بطولة ..
أن تكون فتىً تصنعُ مَع أشباه روحك أمة ؛ يُسميها القرآن { فِتية } .. كتَبوا انتصار الثّبات على التّهميش ، وأصرُّوا على البقاء .. فصاروا لنا وصيّة كلّ جُمعة !
{ إنّهم فِتية } ..
هكذا كان الوَصف ..
وكان الوصف هنا ؛ رسالة قرآنية تقول لنا :
لا تأذَنوا لِمرَدة الّليل أن تُطفىء ناصِية الفَهم فِيكم ..
حتّى لو كُنْتُمْ فِتية في وَزنِ القِلّة !
هل تُدرك ماذا يَعني { إنَّهم فِتية } .. بإنّ التّوكيد ؛ التي تُنبّهك أنّهم أدمَنوا العِشق لله ، وقد كان الأصلُ أن يُراودهم الهَوى !
كان الأصلُ .. أن يَظلّوا في دوّامة صوت الجَسد .. وأن تَسحقهم أثقال الشّهوة .. لكنّهم رابطوا على البُزوغ لا على المَحاق !
{ إنّهم فِتية }
..انبَعث فيهم حُلم الانعتاق .. تلاقوا على تَطهير دِمائهم من أحلام الغُواية .. وتوهّجوا في وقعِ أقدام العُبور !
جَعلوا بينهم وبين الانكسار حِجاباً .. وسكبَوا لله الشّبابا .. فانحفَرت في أعمارهم { ثلَاثمائة سِنين وازدَادوا تِسْعا } .. مَدّها الله مَدّاً .. إذْ أن الله يَجزي بالحسنة عَشر أمثالها ..
شَبابٌ .. كتب القُرآن أعمارهم تاريخاً مِن السّقيا !
{ إنّهم فِتية } ..
وكان ذلك يَكفي ؛ كي يَقِفوا مُحايدين على عَتبات التّردُّد .. تَجذبهم شَهوة الطِّين ، ويَصغُون لصوتِ الرّغبة في عروقهم ، ويتوزّعون على خارطةِ الدُّنيا بِلَذّاتها !
كيفَ انتَعل هَؤلاء الفِتية خِفافهم وانطلقوا خفافاً !!
كيف انغمَروا في عَتمة الدُّجى راحلين !!
وكيف كانوا يَنزعون عن النّهار بقيّة الّليل !!
{إنهم فِتية } ..
سَهِروا على الحقيقة ؛ يحرُسونها من اغتيالِ العابثين .. فرَزقهم الله نوماً صاحبَتهم فيه نونُ المعيّة ، وكان الله بذاته يتولّى أمر { نُقلِّبهم ذاتَ اليَمين وذاتَ الشِّمال } ..
بنونِ الجَلال والكَمال .. التي إذا آوَت عبداً ؛ جعلَت له مِن الكهف مأوى .. حتَّى تَقِف الشّمس مُرتعشة تَزاور عنهم .. كأنّها تخشى أن يَسبق منها شُعاع ؛ فَيرقظ المُعجزة قبل الآوان !
{ إنّهم فِتية } ..
وكان كلّ فتَى نسيجَ وحده !
هل تفهم ما معنى ذلك .. مَعنى أن تقبِض على تَفرُّدك ؛ فلا تأذَن للتّشوّه أن يكتُبك !
هل تفهم معنى .. أن تُصرّ أن لا تكون رقماً .. وتظلّ إنساناً مُختلفاً له قياماً طويلاً !
هل تَفهم .. لماذا رحلَوا الى الكهف .. الى حُلم فوق الواقع .. الى شُبهة أمل !
تأمل معي أنهم كانوا { فِتية } .. لم يملكوا إلا الانسحاب من المُستنقع ؛ كي يظلّ المِسك في الثّياب رغم تَراكم العَفن في كلّ مكان !
إذ ما اصعَب أن تصيد وُجودك .. أن تلمّ ذرّاتك كنور منتثِر هنا و هناك .. تَجمعه ثمّ تنفُخه في الأرواح المُتآكلة مِن حولك ..
تُرَمِّم به الانهيارات العَميقة التي صَنعها الطّوفان !
وتِلك وحدَها ؛ بُطولة !
بُطولة ..
أن لا تأذَن للرّيح أن تُبعثِرك !
بُطولة ..
أن تهمِس بِحُروف المطر رغم الجَفاف !
بُطولة ..
أن تطوُف وحدَك بكعبة الأفكار ؛ والنّاس غرقى في الطّواف حول ذَواتهم !
بُطولة ..
أن لا تُغنّي أغنية الجُموع الضّالة .. وتظلّ تُرتّل كلمات السّماء ولو كنتَ وحدك !
بطولة ..
أن تُخبّىء خُضرة الرُّوح فيك ؛ حتّى يأتي أوانُ المَطر !
بطولة ..
أن تكون فتىً تصنعُ مَع أشباه روحك أمة ؛ يُسميها القرآن { فِتية } .. كتَبوا انتصار الثّبات على التّهميش ، وأصرُّوا على البقاء .. فصاروا لنا وصيّة كلّ جُمعة !
{ إنّهم فِتية } ..
هكذا كان الوَصف ..
وكان الوصف هنا ؛ رسالة قرآنية تقول لنا :
لا تأذَنوا لِمرَدة الّليل أن تُطفىء ناصِية الفَهم فِيكم ..
حتّى لو كُنْتُمْ فِتية في وَزنِ القِلّة !