Marwan
09-17-2019, 11:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الإمام ابن قيِّم الجوزية رحمه الله تعالى :
️ ( فـرِّغ خاطِرك لِلهَمِّ بِمَا أُمرتَ بِهِ ، وَلَا تُشغله بِمَا ضُمن لَك ؛ فَإِنَّ الرزق ، وَالْأَجَل قرينان مضمونان ، فَمَا دَامَ الْأَجَلُ بَاقِيًا ، كان الرزق آتِيَا ،
وَإِذا سُدَّ عليك بِحِكْمَتِهِ طَرِيقًا مِن طُرقه ، فـُتح لَك برحمَتِه طَرِيقًا أَنْفَع لَك مِنْهُ ،
فتأمّل حَال الْجَنِين :
يَأْتِيهِ غذاؤه وَهُوَ الدَّم من طَرِيقٍ وَاحِدَة ؛ وَهُوَ السُّرَّة ، فَلَمَّا خرج من بطن الْأُم ، وانقطعتْ تِلْكَ الطَّرِيق ، فُتح لَهُ طَرِيقين اثْنَيْنِ ، وأجرى لَهُ فيهمَا رزقًا أطيب وألذّ من الأول : لَبَنًا خَالِصًا سائغا ،
فَإِذا تمت مُدَّة الرَّضَاع ، وانقطعت الطريقان بالفطامِ ، فتح طرقًا أَرْبَعَة ؛ أكمل مِنْهَا ، طعامان وشرابان ،
فالطعامان من الْحَيَوَان والنبات ، والشرابان من الْمِيَاه والألبان ، وَمَا يُضَاف إِلَيْهِمَا من الْمَنَافِع والملاذ ، فَإِذا مَاتَ انْقَطَعت عَنهُ هَذِه الطّرق الْأَرْبَعَة ..!
️ لكنه سُبْحَانَهُ فتح لَهُ إِن كَانَ سعيدًا طُـرقًا ثَمَانِيَة ، وَهِي أَبْوَاب الْجنَّة الثَّمَانِية يدْخلُ من أَيهَا شَاءَ ،
فَهَكَذَا الرب سُبْحَانَهُ ، لَا يمْنَع عَبدَه الْمُؤمن شَيْئًا من الدُّنْيَا ؛ إِلَّا ويؤتيه أفضل مِنْهُ وأنفع لَهُ ، وَلَيْسَ ذَلِك لغير الْمُؤمن ..!
فَإِنَّهُ يمنعهُ الْحَظ الْأَدْنَى الخسيس ، وَلَا يرضى لَهُ بِه ؛ ليُعطيَه الْحَظ الْأَعْلَى النفيس ،
وَالْعَبْد لجهله بمصالح نَفسه ، وجهلِه بكرم ربه ، وحِكمته ، ولُطفه ؛ لَا يعرف التَّفَاوُت بَين مَا مُـنع مِنْهُ ، وَبَين مَا ذخر لَهُ ؛
بل هُوَ مولعٌ بحُب العاجل ، وَإِن كَانَ دنيئاً ..! ، و بقلّة الرَّغْبَة فِي الآجل ، وَإِن كَانَ عليًّا ..!
️ و لَو أنصفَ العَبْدُ ربّه - و أنّى لَهُ بذلك - لَـعَلِم أَنّ فَضله عَلَيْهِ فِيمَا مَنعه من الدُّنْيَا ، ولذّاتها ، وَنَعِيمهَا ؛ أعظم من فَضله عَلَيْهِ فِيمَا آتَاهُ من ذَلِك ،
فَمَا مَنعه إِلَّا ليُعطيه ، وَلَا ابتلاه إِلَّا ليُعافيه ، وَلَا امتحنه إِلَّا ليُصافيه ، وَلَا أَمَاتَهُ إِلَّا ليُحييه ..!
وَلَا أخرجه إِلَى هَذِه الدَّار إِلَّا ليتأهبَ مِنْهَا للقدوم عَلَيْهِ ، وليَسلك الطَّرِيق الموصلة إِلَيْهِ :
﴿ فَجعل اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شكُورًا ﴾
﴿ وأبى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا ﴾ ،
وَالله الْمُسْتَعَان ) .
~
قال الإمام ابن قيِّم الجوزية رحمه الله تعالى :
️ ( فـرِّغ خاطِرك لِلهَمِّ بِمَا أُمرتَ بِهِ ، وَلَا تُشغله بِمَا ضُمن لَك ؛ فَإِنَّ الرزق ، وَالْأَجَل قرينان مضمونان ، فَمَا دَامَ الْأَجَلُ بَاقِيًا ، كان الرزق آتِيَا ،
وَإِذا سُدَّ عليك بِحِكْمَتِهِ طَرِيقًا مِن طُرقه ، فـُتح لَك برحمَتِه طَرِيقًا أَنْفَع لَك مِنْهُ ،
فتأمّل حَال الْجَنِين :
يَأْتِيهِ غذاؤه وَهُوَ الدَّم من طَرِيقٍ وَاحِدَة ؛ وَهُوَ السُّرَّة ، فَلَمَّا خرج من بطن الْأُم ، وانقطعتْ تِلْكَ الطَّرِيق ، فُتح لَهُ طَرِيقين اثْنَيْنِ ، وأجرى لَهُ فيهمَا رزقًا أطيب وألذّ من الأول : لَبَنًا خَالِصًا سائغا ،
فَإِذا تمت مُدَّة الرَّضَاع ، وانقطعت الطريقان بالفطامِ ، فتح طرقًا أَرْبَعَة ؛ أكمل مِنْهَا ، طعامان وشرابان ،
فالطعامان من الْحَيَوَان والنبات ، والشرابان من الْمِيَاه والألبان ، وَمَا يُضَاف إِلَيْهِمَا من الْمَنَافِع والملاذ ، فَإِذا مَاتَ انْقَطَعت عَنهُ هَذِه الطّرق الْأَرْبَعَة ..!
️ لكنه سُبْحَانَهُ فتح لَهُ إِن كَانَ سعيدًا طُـرقًا ثَمَانِيَة ، وَهِي أَبْوَاب الْجنَّة الثَّمَانِية يدْخلُ من أَيهَا شَاءَ ،
فَهَكَذَا الرب سُبْحَانَهُ ، لَا يمْنَع عَبدَه الْمُؤمن شَيْئًا من الدُّنْيَا ؛ إِلَّا ويؤتيه أفضل مِنْهُ وأنفع لَهُ ، وَلَيْسَ ذَلِك لغير الْمُؤمن ..!
فَإِنَّهُ يمنعهُ الْحَظ الْأَدْنَى الخسيس ، وَلَا يرضى لَهُ بِه ؛ ليُعطيَه الْحَظ الْأَعْلَى النفيس ،
وَالْعَبْد لجهله بمصالح نَفسه ، وجهلِه بكرم ربه ، وحِكمته ، ولُطفه ؛ لَا يعرف التَّفَاوُت بَين مَا مُـنع مِنْهُ ، وَبَين مَا ذخر لَهُ ؛
بل هُوَ مولعٌ بحُب العاجل ، وَإِن كَانَ دنيئاً ..! ، و بقلّة الرَّغْبَة فِي الآجل ، وَإِن كَانَ عليًّا ..!
️ و لَو أنصفَ العَبْدُ ربّه - و أنّى لَهُ بذلك - لَـعَلِم أَنّ فَضله عَلَيْهِ فِيمَا مَنعه من الدُّنْيَا ، ولذّاتها ، وَنَعِيمهَا ؛ أعظم من فَضله عَلَيْهِ فِيمَا آتَاهُ من ذَلِك ،
فَمَا مَنعه إِلَّا ليُعطيه ، وَلَا ابتلاه إِلَّا ليُعافيه ، وَلَا امتحنه إِلَّا ليُصافيه ، وَلَا أَمَاتَهُ إِلَّا ليُحييه ..!
وَلَا أخرجه إِلَى هَذِه الدَّار إِلَّا ليتأهبَ مِنْهَا للقدوم عَلَيْهِ ، وليَسلك الطَّرِيق الموصلة إِلَيْهِ :
﴿ فَجعل اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شكُورًا ﴾
﴿ وأبى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا ﴾ ،
وَالله الْمُسْتَعَان ) .
~