مشاعر هادئه
04-20-2020, 08:44 AM
🔵 كيف نجعل من رمضان و"كورونا" فرصة حقيقية للتغيير في حياتنا؟
يهل علينا شهر رمضان هذا العام في ظرف يختلف بشكل كلي عن الظروف التي هل علينا فيها خلال الأعوام الماضية، في ظل انتشار فيروس كورونا "كوفيد19" والذي أودى بحياة عشرات الآلاف وأصاب ما يقرب من المليون مصاب في مختلف أنحاء العالم، الأمر الذي أدى إلى حالة من الخوف والرعب، في أن يستمر هذا الفيروس مع دخول شهر رمضان، في الوقت الذي تتعلق فيه أفئدة الكثير من الناس بالأمل، في أن يكون شهر رمضان مؤذنا بنهاية هذا الفيروس
ويعد موسم رمضان هو موسم التوبة والغفران والفرصة الحقيقية للتغيير، لكن سرعان ما تنتهي أخلاقيات الناس الحسنة بانتهاء شهر رمضان، إلا أنه ومع حالة الرعب التي علت صدور مليارات البشر من حالة الطوارئ التي يعيشها العالم في الوقت الحالي بسبب انتشار الفيروس اللعين، تلتحم فرصة رمضان في التغيير بفرصة البحث عن النجاة من هذه الوضع الخطير، الذي يعيشه الناس في الوقت الحالي، في البحث عن الفرصة الحقيقية في التغيير بشكل يدفع عنهم البلاء.
و لن يتذوق المسلم حلاوة الطاعة والنجاة من البلاء ، ويتعرف على عظمة التشريع ، إلا إذا ربط تعاليم الإسلام بالمقاصد والغايات التي من أجلها خلق الله تبارك وتعالى الخلق ،في عمارة الأرض ، وعبادة الله حق عبادته، والتي تتجلى في عظمة فريضة الصيام ، فالمسلم الذي لا يفهم مقاصد وأسرار الصوم سوف يتعامل مع هذه الفريضة كما يتعامل الإنسان مع ضيف ثقيل الظل ، يصبر على مشقة ضيافته، وينتظر رحيله بفارغ الصبر.
ليظهر المعنى الحقيقي للضيف الثقيل في وباء كورونا، فيكشف لنا الفرق بين ضيف جاء ليطهرنا وهو " الصيام" وضيف جاء ليقتلنا بذنوبنا وهو " كورونا.
فنحن نعيش في وسط مادية جارفة ،كما أن مشاغل الحياة ، وطبيعة العصر ، تشتت هم الإنسان وذهنه ، وتجعله يهيم في أودية الدنيا ، ولهذا كان من روائع أدعية المصطفى صلى الله عليه وسلم :" اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي وتجمع بها أمري وتلم بها شعثي وتصلح بها غائبي ترفع بها شاهدي وتزكي بها عملي وتلهمني بها رشدي...".
لذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم : "من كانت الدنيا همه جعل الله فقره في قلبه ، وشتت عليه أمره ، ولم يأته منها إلا ما كتب له ....".
رمضان فرصة التغيير
هناك رباط أصيل ، وتلازم تام بين شهر رمضان و " التغيير " ، فالقرآن الكريم ، الذي غير وجه الكون وأخرج خير أمة أخرجت للناس وكان بداية التغيير في العالم ؛ نزل في " رمضان " ، قال تعالى " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ..." ، ويوم الفرقان الذي كان "بدرا" ينير الدنيا ، كان في رمضان ، وجل الإنتصارات الإسلامية كانت في رمضان ، بل من عجائب التشريع ، أن كثيرا من الأمور تتغير بقدوم رمضان ، فأبواب الجنان في السماء تفتح ، وثواب الأعمال يتضاعف " الفريضة فيه بسبعين فريضة فيما سواه " ، والعمرة في رمضان كالحجة التامة ،... بل حتى الروائح تتغير ، فيصبح خلوف فم الصائم " أطيب " من رائحة المسك ، ومردة الشياطين التي كانت تسعى " تُصفد " ؟... فمن الخسارة والخذلان ، أن يتغير كل الكون من حولنا في رمضان ثم نقف ولا نتغير .
و الإنسان " السوي " دائما يسعى للتغيير ، ولكنه يخدع نفسه أحيانا ، وينتظر رافدا من روافد القوة يدفعه لهذا التغيير المنشود.
ولكن كيف يصبح رمضان فرصة حقيقية للتغيير؟ مع انتشار وباء مثل كورونا
1/ يجب على الأغنسان أن يقوم بإعادة هيكلة سلوكياته، حيث يتخلص المسلم من العادات السيئة بسبب " تكرار " الفعل
2/ اتخاذ القرار ، فالصوم يعلمنا اتخاذ القرار دون أدنى تردد ، وكثير من الناس مشكلتهم ليس في عدم معرفة الحق والصواب ، إنما في اتخاذ القرار وتنفيذه .
3/الإنجاز ، فالمسلم الذي يتعود أن ينجز إنجازا متراكما ولو صغيرا، سوف يبعثه هذا النجاح إلى نجاح آخر ، وسوف يعيد هذا الإنجاز الثقة في النفس من جديد ، وعلينا أن نتخلص من هذا الداء الشرقي ، وهو " لنا الصدر دون العالمين أو القبر " ، فكثير من المسلمين إما أن يقوم بالعمل الكامل التام الكبير ، أو لا يفعل شيء على الإطلاق ؟
4/ كسر "الروتين" ، فرمضان يعلم المسلم كيف يكسر الروتين والعادات التي أسرته في سائر العام ، ويروض النفس على التغيير .
5/ النظام ، رمضان شأنه شأن كل العبادات في الإسلام ، كلها تعلمنا النظام الدقيق ، ولكن رمضان يتعلق بنظام صارم يتعلق بأهم احتياجات الإنسان الطبيعية .
6/ الصفح والعفو والتسامح ،وتخلية القلب من الحقد والغل والبغضاء ، لأنه تشل بذور الإيمان في القلب ، ... وهي مسألة غاية في الصعوبة وليس كما يظن بعضنا ، ولهذا كان روائع التشريع ، أن تكون ليلة النصف من شعبان هي ليلة التقرير السنوي التي ترفع فيها أعمال المسلم لله تعالى ، ولكن الله تعالى يغفر فيها للجميع إلا المشرك ، أو المتخاصمين ، فإن كنا نطلب من الله الصفح والعتق ،فعلينا أن نصفح على الناس ، ولهذا أقول " إن أردت أن يصفح الله عنك فاصفح عن الناس ، وإن أردت أن تُعتق فاعتق .
7/ داوم على العمل الصالح في رمضان ، ولو كان قليلا ،فإن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ، وإياك أن تقع في الخطأ الشائع ،وهو أن رمضان شهر " الإمتناع " ، بل رمضان هو شهر المبادرة للخيرات ، ولهذا قم بأي عمل نافع ، صل نافلة ، زر مريضا ، صل رحمك ، أمط أذى ، تعلم أو علم خيرا ، قدم العون للناس ،...
8/ استعن بالصحبة الصالحة ، وهناك فرق بين الصحبة الصالحة التي تدفعك للخير ، وتذكرك بالله ، وبين الصحبة التي تحقق لك نوعا من الانجسام والألفة والأنس دون أن تضيف لك جديدا .
9/ "الدعاء" وروح الدعاء هو الفقر والتضرع والوجل ، فالفقر مقام عظيم ، وكان الإمام النورسي رحمه الله يقول : كنزي عجزي ، ورأس مالي آمالي ، ... والفقر هو الوصف الحقيقي لنا : " يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله " ، ولهذا كان الإمام ابن عطاء رحمه الله يقول :: إذا أردت ورود الموارد عليك صحح الفقر والفاقه إليه ، إنما الصدقات للفقراء والمساكين ، تحقق بأوصافك يمدك بأوصافه ، وربما فتح لك باب طاعة ولم يفتح لك باب القبول ، وربما قضى عليك بالذنب فكان سببا للوصول .
وشكراً 🌹
يهل علينا شهر رمضان هذا العام في ظرف يختلف بشكل كلي عن الظروف التي هل علينا فيها خلال الأعوام الماضية، في ظل انتشار فيروس كورونا "كوفيد19" والذي أودى بحياة عشرات الآلاف وأصاب ما يقرب من المليون مصاب في مختلف أنحاء العالم، الأمر الذي أدى إلى حالة من الخوف والرعب، في أن يستمر هذا الفيروس مع دخول شهر رمضان، في الوقت الذي تتعلق فيه أفئدة الكثير من الناس بالأمل، في أن يكون شهر رمضان مؤذنا بنهاية هذا الفيروس
ويعد موسم رمضان هو موسم التوبة والغفران والفرصة الحقيقية للتغيير، لكن سرعان ما تنتهي أخلاقيات الناس الحسنة بانتهاء شهر رمضان، إلا أنه ومع حالة الرعب التي علت صدور مليارات البشر من حالة الطوارئ التي يعيشها العالم في الوقت الحالي بسبب انتشار الفيروس اللعين، تلتحم فرصة رمضان في التغيير بفرصة البحث عن النجاة من هذه الوضع الخطير، الذي يعيشه الناس في الوقت الحالي، في البحث عن الفرصة الحقيقية في التغيير بشكل يدفع عنهم البلاء.
و لن يتذوق المسلم حلاوة الطاعة والنجاة من البلاء ، ويتعرف على عظمة التشريع ، إلا إذا ربط تعاليم الإسلام بالمقاصد والغايات التي من أجلها خلق الله تبارك وتعالى الخلق ،في عمارة الأرض ، وعبادة الله حق عبادته، والتي تتجلى في عظمة فريضة الصيام ، فالمسلم الذي لا يفهم مقاصد وأسرار الصوم سوف يتعامل مع هذه الفريضة كما يتعامل الإنسان مع ضيف ثقيل الظل ، يصبر على مشقة ضيافته، وينتظر رحيله بفارغ الصبر.
ليظهر المعنى الحقيقي للضيف الثقيل في وباء كورونا، فيكشف لنا الفرق بين ضيف جاء ليطهرنا وهو " الصيام" وضيف جاء ليقتلنا بذنوبنا وهو " كورونا.
فنحن نعيش في وسط مادية جارفة ،كما أن مشاغل الحياة ، وطبيعة العصر ، تشتت هم الإنسان وذهنه ، وتجعله يهيم في أودية الدنيا ، ولهذا كان من روائع أدعية المصطفى صلى الله عليه وسلم :" اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي وتجمع بها أمري وتلم بها شعثي وتصلح بها غائبي ترفع بها شاهدي وتزكي بها عملي وتلهمني بها رشدي...".
لذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم : "من كانت الدنيا همه جعل الله فقره في قلبه ، وشتت عليه أمره ، ولم يأته منها إلا ما كتب له ....".
رمضان فرصة التغيير
هناك رباط أصيل ، وتلازم تام بين شهر رمضان و " التغيير " ، فالقرآن الكريم ، الذي غير وجه الكون وأخرج خير أمة أخرجت للناس وكان بداية التغيير في العالم ؛ نزل في " رمضان " ، قال تعالى " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ..." ، ويوم الفرقان الذي كان "بدرا" ينير الدنيا ، كان في رمضان ، وجل الإنتصارات الإسلامية كانت في رمضان ، بل من عجائب التشريع ، أن كثيرا من الأمور تتغير بقدوم رمضان ، فأبواب الجنان في السماء تفتح ، وثواب الأعمال يتضاعف " الفريضة فيه بسبعين فريضة فيما سواه " ، والعمرة في رمضان كالحجة التامة ،... بل حتى الروائح تتغير ، فيصبح خلوف فم الصائم " أطيب " من رائحة المسك ، ومردة الشياطين التي كانت تسعى " تُصفد " ؟... فمن الخسارة والخذلان ، أن يتغير كل الكون من حولنا في رمضان ثم نقف ولا نتغير .
و الإنسان " السوي " دائما يسعى للتغيير ، ولكنه يخدع نفسه أحيانا ، وينتظر رافدا من روافد القوة يدفعه لهذا التغيير المنشود.
ولكن كيف يصبح رمضان فرصة حقيقية للتغيير؟ مع انتشار وباء مثل كورونا
1/ يجب على الأغنسان أن يقوم بإعادة هيكلة سلوكياته، حيث يتخلص المسلم من العادات السيئة بسبب " تكرار " الفعل
2/ اتخاذ القرار ، فالصوم يعلمنا اتخاذ القرار دون أدنى تردد ، وكثير من الناس مشكلتهم ليس في عدم معرفة الحق والصواب ، إنما في اتخاذ القرار وتنفيذه .
3/الإنجاز ، فالمسلم الذي يتعود أن ينجز إنجازا متراكما ولو صغيرا، سوف يبعثه هذا النجاح إلى نجاح آخر ، وسوف يعيد هذا الإنجاز الثقة في النفس من جديد ، وعلينا أن نتخلص من هذا الداء الشرقي ، وهو " لنا الصدر دون العالمين أو القبر " ، فكثير من المسلمين إما أن يقوم بالعمل الكامل التام الكبير ، أو لا يفعل شيء على الإطلاق ؟
4/ كسر "الروتين" ، فرمضان يعلم المسلم كيف يكسر الروتين والعادات التي أسرته في سائر العام ، ويروض النفس على التغيير .
5/ النظام ، رمضان شأنه شأن كل العبادات في الإسلام ، كلها تعلمنا النظام الدقيق ، ولكن رمضان يتعلق بنظام صارم يتعلق بأهم احتياجات الإنسان الطبيعية .
6/ الصفح والعفو والتسامح ،وتخلية القلب من الحقد والغل والبغضاء ، لأنه تشل بذور الإيمان في القلب ، ... وهي مسألة غاية في الصعوبة وليس كما يظن بعضنا ، ولهذا كان روائع التشريع ، أن تكون ليلة النصف من شعبان هي ليلة التقرير السنوي التي ترفع فيها أعمال المسلم لله تعالى ، ولكن الله تعالى يغفر فيها للجميع إلا المشرك ، أو المتخاصمين ، فإن كنا نطلب من الله الصفح والعتق ،فعلينا أن نصفح على الناس ، ولهذا أقول " إن أردت أن يصفح الله عنك فاصفح عن الناس ، وإن أردت أن تُعتق فاعتق .
7/ داوم على العمل الصالح في رمضان ، ولو كان قليلا ،فإن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ، وإياك أن تقع في الخطأ الشائع ،وهو أن رمضان شهر " الإمتناع " ، بل رمضان هو شهر المبادرة للخيرات ، ولهذا قم بأي عمل نافع ، صل نافلة ، زر مريضا ، صل رحمك ، أمط أذى ، تعلم أو علم خيرا ، قدم العون للناس ،...
8/ استعن بالصحبة الصالحة ، وهناك فرق بين الصحبة الصالحة التي تدفعك للخير ، وتذكرك بالله ، وبين الصحبة التي تحقق لك نوعا من الانجسام والألفة والأنس دون أن تضيف لك جديدا .
9/ "الدعاء" وروح الدعاء هو الفقر والتضرع والوجل ، فالفقر مقام عظيم ، وكان الإمام النورسي رحمه الله يقول : كنزي عجزي ، ورأس مالي آمالي ، ... والفقر هو الوصف الحقيقي لنا : " يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله " ، ولهذا كان الإمام ابن عطاء رحمه الله يقول :: إذا أردت ورود الموارد عليك صحح الفقر والفاقه إليه ، إنما الصدقات للفقراء والمساكين ، تحقق بأوصافك يمدك بأوصافه ، وربما فتح لك باب طاعة ولم يفتح لك باب القبول ، وربما قضى عليك بالذنب فكان سببا للوصول .
وشكراً 🌹