المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسك التحليه : اكثر يا أخي المؤمن! من الاستغفار اقتداءً بنبي الله المصطفى


jr7
09-12-2020, 07:10 PM
اكثر يا أخي المؤمن! من الاستغفار اقتداءً بنبي الله المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم، عَنْ أبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: (جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ جُلُوسٌ)، فَقَالَ: ("مَا أَصْبَحْتُ غَدَاةً قَطُّ، إِلَّا اسْتَغْفَرْتُ اللهَ فِيهَا مِائَةَ مَرَّةٍ"). (ش) (35075)، (ن) (10275)، صَحِيح الْجَامِع: (5534)، الصَّحِيحَة: (1600).



أخي في دين الله! لا تيأس من الاستغفار، ولا تملّ من التوبة، فالاستغفار والتوبة حسناتٌ تمُحَى بها السيئات، وتزال بها الخطايا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ")؛ ("صُقِلَ قَلْبُهُ، فَإِنْ زَادَ") -من السيئات- ("زَادَتْ")؛ -النكتة السوداء- ("حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ")، ("فَذَلِكَ هُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللهُ عز وجل فِي كِتَابِهِ: ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾"). (المطففين: 14)، (ت) (3334)، (جة) (4244)، (حم) (7939)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (1670)، صَحِيح التَّرْغِيبِ: (1620).



ومن أدعية الاستغفار؛ أدعيةٌ قليلةُ الكلمات، عظيمةُ الأجر، كثيرةُ الثواب، عَنْ أَبِي يَسَارٍ زَيْدٍ مَوْلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيَّ الْقَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، غُفِرَ لَهُ وَإِنْ كَانَ قَدْ فَرَّ مِنْ الزَّحْفِ". (ت) (3577)، (د) (1517).



وفي رواية: "مَنْ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيَّ الْقَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ؛ ثَلَاثًا، غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ، وَإِنْ كَانَ فَارًّا مِنَ الزَّحْفِ". (ك) (2550)، (طب) (ج9 ص103 ح8541)، انظر الصَّحِيحَة: (2727).



والنبي صلى الله عليه وسلم لم ينْسَ أمته من الاستغفار لها، كيف؟ وقد أمره الله سبحانه وتعالى بذلك: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ﴾ [محمد: 19].



إنه صلّى الله عليه وسلم يذكر أمته في كلّ صلاة فيستغفر لها، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله -تعالى- عنها قَالَتْ: (لَمَّا رَأَيْتُ مِنَ النَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلَّم طِيبَ نَفْسٍ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ لِي)، فَقَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَائِشَةَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنَبِهَا وَمَا تَأَخَّرَ، مَا أَسَرَّتْ وَمَا أَعْلَنَتْ"، فَضَحِكَتْ عَائِشَةُ -رضي الله عنها- حَتَّى سَقَطَ رَأسُهَا فِي حِجْرِهَا مِنَ الضَّحِكِ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم: "أَيَسُرُّكِ دُعَائِي؟"، فَقَالَتْ: (وَمَا لِي لَا يَسُرُّنِي دُعَاؤُكَ؟!) فَقَالَ صلى اللهُ عليه وسلَّم: "وَاللهِ! إِنَّهَا لَدَعْوَتِي لِأُمَّتِي فِي كُلِّ صَلَاةٍ". (حب) (7111)، (ك) (6738)، انظر الصَّحِيحَة: (2254).



فلا تنس أخي المؤمن، أخي الحبيب، لا تنس إخوانك المؤمنين، لا تنسهم من أن تستغفر لهم، مقتدياً برسول الله صلى الله عليه وسلم، استغفر للمؤمنين والمؤمنات، ولا تستثن أحدا منهم، إياك أن تقول: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات؛ إلا فلانا وفلانة!



بل ادع للجميع، فربما من استثنيتهم أحوجُ إلى الاستغفار من غيرهم، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنِ اسْتَغْفَرَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ حَسَنَةً". (مسند الشاميين للطبراني) (2155)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (6026)، رأيت يا عبد الله! استغفر للمؤمنين والمؤمنات، فإذا استثنيت؛ خصم عليك من الحسنات بقدر ما استثنيت.



قال شيخ ابن تيمية رحمه الله تعالى: [التَّوْبَةُ مِنْ أَعْظَمِ الْحَسَنَاتِ، وَالْحَسَنَاتُ كُلُّهَا مَشْرُوطٌ فِيهَا الْإِخْلَاصُ لِلَّهِ، وَمُوَافَقَةُ أَمْرِهِ بِاتِّبَاعِ رَسُولِهِ -صلى الله عليه وسلم-، وَالِاسْتِغْفَارُ مِنْ أَكْبَرِ الْحَسَنَاتِ وَبَابُهُ وَاسِعٌ.



فَمَنْ أَحَسَّ بِتَقْصِيرِ فِي قَوْلِهِ أَوْ عَمَلِهِ، أَوْ حَالِهِ أَوْ رِزْقِهِ، أَوْ تَقَلُّبِ قَلْب؛ فَعَلَيْهِ بِالتَّوْحِيدِ -أي: قول لا إله الله- وَالِاسْتِغْفَارِ، فَفِيهِمَا الشِّفَاءُ إذَا كَانَا بِصِدْقِ وَإِخْلَاصٍ.



وَكَذَلِكَ إذَا وَجَدَ الْعَبْدُ تَقْصِيرًا فِي حُقُوقِ الْقَرَابَةِ وَالْأَهْلِ وَالْأَوْلَادِ، وَالْجِيرَانِ وَالْإِخْوَانِ؛ فَعَلَيْهِ بِالدُّعَاءِ لَهُمْ وَالِاسْتِغْفَارِ...]. مجموع الفتاوى (11/ 698).