jr7
09-21-2020, 09:09 PM
أول هجرة كردية قدمت إلى كازاخستان ترجع الى عام 1937م، والثانية حدثت عام 1944م، والأخيرة 1989م لم تكن قسرية بل حدثت في قبيل انهيار الإتحاد السوفيتي السابق.
بعد اتفاقية سايكس بيكو السرية (1916م) التي شاركت فيها كل من فرنسا وبريطانيا وروسيا القيصرية من أجل اقتسام ممتلكات الإمبراطورية العثمانية فيما بينهما, قسمت كردستان إلى خمسة أجزاء، وتم إلحاق كل جزء بدولة مجاورة (سورية, العراق, تركيا ،إيران، أرمينيا)، علماً بأن القسم الشرقي من كردستان كان تحت سيطرة إيران منذ عام 1514م. وفي عام 1917م قامت الثورة البلشفية بقيادة (لينين) الذي كشف سر اتفاقية سايكس ـ بيكو، وبذلك خسرت روسيا معظم حصتها من شمال كردستان، والتي ألحقت بالدولة التركية الحديثة, وبقي جزء صغير تابعاً للاتحاد السوفيتي. وردّاً على اتفاقية لوزان أعطت حكماً ذاتياً لذلك الجزء الصغير في الإتحاد السوفيتي، وسمّي بـ (كردستان الحمراء) عام 1923م، وانتخب رئيساً لها السيد (غوسين غاجييف) أي حسين حاجيف، وعاصمتها لاجين, ومن مدنها كيلباجان, كوباتلي, زانغيلان, جليلابسكي.
بدأت فرحة الكرد تقرع على طبول الرقص الكردي، مهللين بكردستان الحمراء. ولكن بعد وفاة لينين واستلام ستالين عرش الشيوعية بدأ الحكام الأتراك يشممون رائحة النفط إلى أنف ستالين، وبدأ ستالين يتنازل لهم رويداً رويداً حتى اندلاع ثورة الشيخ سعيد بيران (1925)، فهرب أتاتورك إلى أحضان ستالين، وطلب منه أن يقضي على (كردستان الحمراء)، لأن الكرد في الشمال ينظرون إلى كردستان الحمراء، ويحاربون الأتراك دون هوادة من أجل استقلال كردستان, فلبّى طلبهم.
في مطلع الثلاثينات من القرن العشرين تم الاتفاق بين النظام التركي بقيادة مصطفى كمال أتاتورك، والنظام الدكتاتوري الستاليني في موسكو، والقادة القوميون المتعصبون في أذربيجان بتنفيذ خطتهم في القضاء على الإقليم الكردي (كردستان الحمراء)، وقد تم لهم ذلك في عام 1930م. وفي العام نفسه وباتفاق ثلاثي (إيران، والاتحاد السوفيتي، وتركيا) تم القضاء على ثورة ( أكري داغ) في شرقي تركيا، والتي كانت بقيادة نور الدين باشا.
وبعدها بعدة سنوات أي عام 1937م قام (ستالن) بتهجير الأكراد قسراً إلى جمهوريات آسيا الوسطى (كازاخستان، وقيرغيزيا، طاجيكستان)، ونتيجة لذلك مات وقتل وفقد المئات منهم، ومن أسباب النقمة على الأكراد؛ فمنهم من يرى بأنهم يعيشون على الحدود التركية – السوفيتية، ولذلك اعتبروا يشكلون خطراً على أمن الدولة الروسية. فتم تشتيتهم على جمهوريات الإتحاد السوفيتي، مثل: أوكرانيا، مولدافيا، قرقيزيا، أوزبكستان، طاجيكستان، تركمانستان، كازاخستان.
وخلال فترة الحرب العالمية الثانية، وتحديداً في عام 1944م بدأ الإتحاد السوفيتي مرة أخرى بالتهجير القسري للكرد من جورجيا وأرمينيا إلى صحراء كازاخستان وأوزبكستان وقرغيزستان، وكان لهذه الهجرة فظاعتها الخاصة، فحين هجر الكرد من جورجيا مسقط رأس ستالين لا أحد يعرف سبب ذلك على وجه التحديد، ومنهم من يقول كان التهجير بحجة أن ستالين كان يكره كل من ينتمي الى العرق الآري، ومنهم الأكراد فهم والألمان من ذلك العرق، وهناك سبب آخر بأنه كان يعتقد بأن الأكراد يتجسسون لصالح الأتراك وإيران، علماً أنه كان هناك الكثير من الشبان الكرد مع الروس في الجبهة ضد النازيين، ولكن لم يتّضح إلى الآن لماذا غضب ستالين على الكرد، فهجّرهم قسراً بعربات القطار، وساق بهم إلى الصحراء في الشتاء القارص. ولا يزال الكرد يتذكرون بكل مرارة تلك الهجرة التي دفنوا خلالها خير أولادهم في محطات القطار، ولا يذكرون أين قبورهم حتى يضعوا باقة من الورود عليها؟!!
ومنهم من يقول بأن عشيق والدة ستالين كان كردياً واسمه (شيركو)، والبعض يقول بأن ستالين أراد أن يطهر بلده من الأقليات ومن بينها الكرد، ليحقق التوازن في الجمهوريات السوفيتية، والأغرب من ذلك بأن الكثير من الكرد كانوا يحاربون بجانب القوات الروسية ضد الألمان، وينشدونيعيش السوفيت، يعيش ستالين).
لقد شارك الإتحاد السوفيتي الذي ادعى بأنه نصير المظلومين من العمال والفلاحين والشعوب المقهورة في القضاء على الأحلام الكردية، وبدون سبب مقنع الى اليوم، ولم يتعض الكرد من غدر الشيوعيين الروس، بل وثقوا بوعودهم مرة أخرى عندما أسسوا (جمهورية مهاباد) في كردستان إيران عام 1946م، وبعد ذلك تخلوا عنهم وتركوا جمهوريتهم في مهب الريح.
كما هاجر الكرد طوعياً في عام 1989 إلى جمهوريات آسيا الوسطى بسبب الحرب القائمة بين أرمينيا وأذربيجان حول إقليم كارباخ (كردستان الحمراء)، وقد تركوا بيوتهم وجاءوا إلى كازاخستان وآسيا الوسطى حفاظاً على حياتهم.
مأساة الهجرة وقسوة النظام الشيوعي على الشعب الكردي!
تحدث الأكاديمي الكردي الدكتور نادير كريموفيج ناديروف عن هذه مأساة الهجرة التي حلت بالكرد، فيقول: أن أول هجرة كردية بدأت في عام 1937م، وقد شحنونا في عربات القطار المخصصة للمواشي والحيوانات، وقد هجروا في فصل الشتاء القارص، حيث الثلوج والصقيع القاتل،والجوع يأكل بطون الصغار، ولم نجد من يمدّ لنا يد العون, سار بنا القطار أكثر من عشرين يوماً، ومات الكثير من الأطفال والشيوخ والنساء بيننا خلال عملية الشحن، وكنا ندفنهم في محطات القطار، ولم يبلغوا السلطات الروسية عن مواتهم، لأنها ستلقي بجثثهم في الأنهار أو في العراء على الثلوج لتكون طعاماً للوحوش والذئاب، وكانوا يدفنونهم تحت الثلج، لافتقارنا إلى ما نحفر به الأرض، وتصوروا كيف يرى الإنسان عزيزا عليه وجثته أمامه ولا يستطيع دفنه بما يليق به، والأسوأ من ذلك أن ترى جثته تتفسخ ورائحتها تزكم الأنوف، إنها بحق مأساة لا يتصورها بني البشر، وبعد وصولهم إلى صحراء آسيا الوسطى، وتحديداً في منطقة مقفرة تغطيها الثلوج وخالية من الحياة والبشر تدعى (كاسكه بولاك)، أعطوهم الخيام التي لا تقي من البرد والثلج، فكانت كل خيمة تتسع لعشرة أشخاص، وكان الأطفال والنساء يسكنون معاً، بينما الرجال في خيم منفصلة، بهدف تشتيت العائلة الواحدة عن بعضها البعض، وعندما حل فصل الربيع بدأوا يبنون بيوتاً من الطين، ويسكنون فيها، وعندها شعروا بدفء الحرارة، وصارت الأحزان تتلاشى عن ملامح وجوهم.
ويتابع الدكتور ناديروف أحد الذين شاهدوا تلك المأساة: في إحدى ليالي شهر نيسان وصلت إلى تجمعنا في المخيم سيارات عسكرية، فاختبأ رجالنا في الوديان خوفاً منهم، وخرج من السيارة اثنان من (kgb= اسم جهاز المخابرات السوفيتي) وأخبرونا بأن مجيئهم هو بأمر من القيادة في موسكو القاضي بأخذ كل من بلغ الثامنة عشر إلى الخامسة والستين من الرجال لتشغيلهم في الدوائر الحكومية، من أجل كسب قوتهم وقوت عيالهم، فزغردت النساء وتهللنا نحن الأطفال بهذا النبأ السار مقلدين أمهاتنا. وهكذا تم تجميع ستين فرداً منا واركّبوهم في تلك السيارات ومضوا بهم…. ولم يعودوا بهم حتى يومنا هذا!! وكان من ضمنهم أخي وعمي وكثير من أقربائي.
وبعد انهيار الإتحاد السوفييتي في العام 1991م، فتش في الأرشيف السوفيتي، فتبين إن الأكراد الذين تم أخذهم بالسيارات العسكرية قد تمت تصفيتهم ودفنهم في مقابر جماعية في مدينة (شمكينت) في جنوبي كازاخستان على حدود أوزبكستان. وتم اكتشاف تلك المقابر الجماعية في حديقة المدينة، وعثر فيها على رفات أكثر من مائتي شخص كردي تم قتلهم أثناء الهجرة القسرية الأولى عام 1937م، وقامت إدارة المدينة مشكورة ببناء نصب تذكاري للضحايا عام 1996م، ومتحفاً عام 2003م، ودعت الحديقة باسم (كين باباي)، لتذكر العالم بجرائم الأممية الشيوعية والنظام الستاليني الوحشي بما اقترفوه بحق الإنسانية، حقيقة لقد تشابه الدكتاتوران (ستالين) و(صدام حسين) في قتل الأكراد ودفنهم في المقابر الجماعية… وهكذا يتمت حكومة العمال والفلاحين العائلات الكردية المهجرة قسراً- وبلا سبب- وقضت على أحلامهم وشتتهم عن أقاربهم وصادرت أرضهم، وستبقى هذه الجريمة البشعة وصمة عار في جبين الشيوعية الى أبد الأبديين، فتعساً لحكومة العمال والفلاحين.
بعد اتفاقية سايكس بيكو السرية (1916م) التي شاركت فيها كل من فرنسا وبريطانيا وروسيا القيصرية من أجل اقتسام ممتلكات الإمبراطورية العثمانية فيما بينهما, قسمت كردستان إلى خمسة أجزاء، وتم إلحاق كل جزء بدولة مجاورة (سورية, العراق, تركيا ،إيران، أرمينيا)، علماً بأن القسم الشرقي من كردستان كان تحت سيطرة إيران منذ عام 1514م. وفي عام 1917م قامت الثورة البلشفية بقيادة (لينين) الذي كشف سر اتفاقية سايكس ـ بيكو، وبذلك خسرت روسيا معظم حصتها من شمال كردستان، والتي ألحقت بالدولة التركية الحديثة, وبقي جزء صغير تابعاً للاتحاد السوفيتي. وردّاً على اتفاقية لوزان أعطت حكماً ذاتياً لذلك الجزء الصغير في الإتحاد السوفيتي، وسمّي بـ (كردستان الحمراء) عام 1923م، وانتخب رئيساً لها السيد (غوسين غاجييف) أي حسين حاجيف، وعاصمتها لاجين, ومن مدنها كيلباجان, كوباتلي, زانغيلان, جليلابسكي.
بدأت فرحة الكرد تقرع على طبول الرقص الكردي، مهللين بكردستان الحمراء. ولكن بعد وفاة لينين واستلام ستالين عرش الشيوعية بدأ الحكام الأتراك يشممون رائحة النفط إلى أنف ستالين، وبدأ ستالين يتنازل لهم رويداً رويداً حتى اندلاع ثورة الشيخ سعيد بيران (1925)، فهرب أتاتورك إلى أحضان ستالين، وطلب منه أن يقضي على (كردستان الحمراء)، لأن الكرد في الشمال ينظرون إلى كردستان الحمراء، ويحاربون الأتراك دون هوادة من أجل استقلال كردستان, فلبّى طلبهم.
في مطلع الثلاثينات من القرن العشرين تم الاتفاق بين النظام التركي بقيادة مصطفى كمال أتاتورك، والنظام الدكتاتوري الستاليني في موسكو، والقادة القوميون المتعصبون في أذربيجان بتنفيذ خطتهم في القضاء على الإقليم الكردي (كردستان الحمراء)، وقد تم لهم ذلك في عام 1930م. وفي العام نفسه وباتفاق ثلاثي (إيران، والاتحاد السوفيتي، وتركيا) تم القضاء على ثورة ( أكري داغ) في شرقي تركيا، والتي كانت بقيادة نور الدين باشا.
وبعدها بعدة سنوات أي عام 1937م قام (ستالن) بتهجير الأكراد قسراً إلى جمهوريات آسيا الوسطى (كازاخستان، وقيرغيزيا، طاجيكستان)، ونتيجة لذلك مات وقتل وفقد المئات منهم، ومن أسباب النقمة على الأكراد؛ فمنهم من يرى بأنهم يعيشون على الحدود التركية – السوفيتية، ولذلك اعتبروا يشكلون خطراً على أمن الدولة الروسية. فتم تشتيتهم على جمهوريات الإتحاد السوفيتي، مثل: أوكرانيا، مولدافيا، قرقيزيا، أوزبكستان، طاجيكستان، تركمانستان، كازاخستان.
وخلال فترة الحرب العالمية الثانية، وتحديداً في عام 1944م بدأ الإتحاد السوفيتي مرة أخرى بالتهجير القسري للكرد من جورجيا وأرمينيا إلى صحراء كازاخستان وأوزبكستان وقرغيزستان، وكان لهذه الهجرة فظاعتها الخاصة، فحين هجر الكرد من جورجيا مسقط رأس ستالين لا أحد يعرف سبب ذلك على وجه التحديد، ومنهم من يقول كان التهجير بحجة أن ستالين كان يكره كل من ينتمي الى العرق الآري، ومنهم الأكراد فهم والألمان من ذلك العرق، وهناك سبب آخر بأنه كان يعتقد بأن الأكراد يتجسسون لصالح الأتراك وإيران، علماً أنه كان هناك الكثير من الشبان الكرد مع الروس في الجبهة ضد النازيين، ولكن لم يتّضح إلى الآن لماذا غضب ستالين على الكرد، فهجّرهم قسراً بعربات القطار، وساق بهم إلى الصحراء في الشتاء القارص. ولا يزال الكرد يتذكرون بكل مرارة تلك الهجرة التي دفنوا خلالها خير أولادهم في محطات القطار، ولا يذكرون أين قبورهم حتى يضعوا باقة من الورود عليها؟!!
ومنهم من يقول بأن عشيق والدة ستالين كان كردياً واسمه (شيركو)، والبعض يقول بأن ستالين أراد أن يطهر بلده من الأقليات ومن بينها الكرد، ليحقق التوازن في الجمهوريات السوفيتية، والأغرب من ذلك بأن الكثير من الكرد كانوا يحاربون بجانب القوات الروسية ضد الألمان، وينشدونيعيش السوفيت، يعيش ستالين).
لقد شارك الإتحاد السوفيتي الذي ادعى بأنه نصير المظلومين من العمال والفلاحين والشعوب المقهورة في القضاء على الأحلام الكردية، وبدون سبب مقنع الى اليوم، ولم يتعض الكرد من غدر الشيوعيين الروس، بل وثقوا بوعودهم مرة أخرى عندما أسسوا (جمهورية مهاباد) في كردستان إيران عام 1946م، وبعد ذلك تخلوا عنهم وتركوا جمهوريتهم في مهب الريح.
كما هاجر الكرد طوعياً في عام 1989 إلى جمهوريات آسيا الوسطى بسبب الحرب القائمة بين أرمينيا وأذربيجان حول إقليم كارباخ (كردستان الحمراء)، وقد تركوا بيوتهم وجاءوا إلى كازاخستان وآسيا الوسطى حفاظاً على حياتهم.
مأساة الهجرة وقسوة النظام الشيوعي على الشعب الكردي!
تحدث الأكاديمي الكردي الدكتور نادير كريموفيج ناديروف عن هذه مأساة الهجرة التي حلت بالكرد، فيقول: أن أول هجرة كردية بدأت في عام 1937م، وقد شحنونا في عربات القطار المخصصة للمواشي والحيوانات، وقد هجروا في فصل الشتاء القارص، حيث الثلوج والصقيع القاتل،والجوع يأكل بطون الصغار، ولم نجد من يمدّ لنا يد العون, سار بنا القطار أكثر من عشرين يوماً، ومات الكثير من الأطفال والشيوخ والنساء بيننا خلال عملية الشحن، وكنا ندفنهم في محطات القطار، ولم يبلغوا السلطات الروسية عن مواتهم، لأنها ستلقي بجثثهم في الأنهار أو في العراء على الثلوج لتكون طعاماً للوحوش والذئاب، وكانوا يدفنونهم تحت الثلج، لافتقارنا إلى ما نحفر به الأرض، وتصوروا كيف يرى الإنسان عزيزا عليه وجثته أمامه ولا يستطيع دفنه بما يليق به، والأسوأ من ذلك أن ترى جثته تتفسخ ورائحتها تزكم الأنوف، إنها بحق مأساة لا يتصورها بني البشر، وبعد وصولهم إلى صحراء آسيا الوسطى، وتحديداً في منطقة مقفرة تغطيها الثلوج وخالية من الحياة والبشر تدعى (كاسكه بولاك)، أعطوهم الخيام التي لا تقي من البرد والثلج، فكانت كل خيمة تتسع لعشرة أشخاص، وكان الأطفال والنساء يسكنون معاً، بينما الرجال في خيم منفصلة، بهدف تشتيت العائلة الواحدة عن بعضها البعض، وعندما حل فصل الربيع بدأوا يبنون بيوتاً من الطين، ويسكنون فيها، وعندها شعروا بدفء الحرارة، وصارت الأحزان تتلاشى عن ملامح وجوهم.
ويتابع الدكتور ناديروف أحد الذين شاهدوا تلك المأساة: في إحدى ليالي شهر نيسان وصلت إلى تجمعنا في المخيم سيارات عسكرية، فاختبأ رجالنا في الوديان خوفاً منهم، وخرج من السيارة اثنان من (kgb= اسم جهاز المخابرات السوفيتي) وأخبرونا بأن مجيئهم هو بأمر من القيادة في موسكو القاضي بأخذ كل من بلغ الثامنة عشر إلى الخامسة والستين من الرجال لتشغيلهم في الدوائر الحكومية، من أجل كسب قوتهم وقوت عيالهم، فزغردت النساء وتهللنا نحن الأطفال بهذا النبأ السار مقلدين أمهاتنا. وهكذا تم تجميع ستين فرداً منا واركّبوهم في تلك السيارات ومضوا بهم…. ولم يعودوا بهم حتى يومنا هذا!! وكان من ضمنهم أخي وعمي وكثير من أقربائي.
وبعد انهيار الإتحاد السوفييتي في العام 1991م، فتش في الأرشيف السوفيتي، فتبين إن الأكراد الذين تم أخذهم بالسيارات العسكرية قد تمت تصفيتهم ودفنهم في مقابر جماعية في مدينة (شمكينت) في جنوبي كازاخستان على حدود أوزبكستان. وتم اكتشاف تلك المقابر الجماعية في حديقة المدينة، وعثر فيها على رفات أكثر من مائتي شخص كردي تم قتلهم أثناء الهجرة القسرية الأولى عام 1937م، وقامت إدارة المدينة مشكورة ببناء نصب تذكاري للضحايا عام 1996م، ومتحفاً عام 2003م، ودعت الحديقة باسم (كين باباي)، لتذكر العالم بجرائم الأممية الشيوعية والنظام الستاليني الوحشي بما اقترفوه بحق الإنسانية، حقيقة لقد تشابه الدكتاتوران (ستالين) و(صدام حسين) في قتل الأكراد ودفنهم في المقابر الجماعية… وهكذا يتمت حكومة العمال والفلاحين العائلات الكردية المهجرة قسراً- وبلا سبب- وقضت على أحلامهم وشتتهم عن أقاربهم وصادرت أرضهم، وستبقى هذه الجريمة البشعة وصمة عار في جبين الشيوعية الى أبد الأبديين، فتعساً لحكومة العمال والفلاحين.