المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اسم ليان


رويدا مصطفى
11-08-2020, 03:34 PM
يجب على الآباء أن يتخيروا لأبنائهم الأسماء الحسنة عندما يولَدون، وأن يتجنبوا تسمية الطفل باسم قبيح يَسُوءه في كِبَره، حيث إنه مما لا شك فيه أن لاسم الإنسان أثرا على نفسيته إما بالإيجاب وإما بالسلب، تبعًا لحسن الاسم أو قبحه.

ويؤكد علماء التربية اليوم أن الطفل الذي يُستهزَأُ به من قِبَل سائر الأطفال لاسمه المستهجَن أو لأنه ينتسب إلى عشيرة ذات اسم قبيح، يخسر نشاطه، ويسير دومًا إلى اضمحلال وانهيار، فيأخذ في تجنب الألعاب الجماعية للأطفال، ويخاف من معاشرتهم.

اسم ليان (https://www.nawa3em.com/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84/57726/%D9%85%D8%B9%D9%86%D9%89-%D8%A7%D8%B3%D9%85-%D9%84%D9%8A%D8%A7%D9%86)

وقد روى ابن النجار عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من حق الولد على والده أن يعلمه الكتابة، وأن يحسن اسمه، وأن يزوجه إذا بلغ "، وقد رمز الإمام السيوطي لحسن هذا الحديث في كتابه " الجامع الصغير ".

وروى أبو داود والدارمي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنكم تُدْعَون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم ".

وهكذا يُعنَى الإسلام بأمر تحسينِ اسمِ الطفل عنايةً فائقة، تقديرًا منه لأهميته، وإدراكًا لضرورته.



ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الأسماء الحسنة، وتُعجبه، فقد روى الحاكم - وصَحّحه ووافقه الذهبيُّ - عن أبي حَدرد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من يَسُوق إبلَنا هذه؟ "، أو قال: " من يُبلِّغ إبلنا هذه؟ "، قال رجل: أنا، فقال: " ما اسمك؟ " قال: فلان، قال: " اجلس "، ثم قام آخر فقال: " ما اسمك؟ " قال: فلان، فقال: " اجلس "، ثم قام آخر، فقال: " ما اسمك؟ " قال: ناجية، قال: " أنت لها فسُقْها ".



وروى مالك في الموطأ عن يحيى بن سعيد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لِلقحةِ تُحلب، واللّقحة بكسر اللام أو فتحها هي الناقة التي بها لبن، قال: " من يحْلب هذه؟ " فقام رجل فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما اسمك؟ " فقال له الرجل: مُرّة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اجلس "، ثم قال: " من يحلب هذه؟ " فقام رجل فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما اسمك؟ " فقال له الرجل: حرب، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اجلس "، ثم قال: " من يحلب هذه؟ " فقام رجل، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما اسمك؟ "، فقال له الرجل: يعيش، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " احلْب ".



بل كان صلى الله عليه وسلم يكره الأمكنة المنكَرةَ الأسماء - كما ذكر ابن القيم - ويكره العبور فيها، فقد مرّ في بعض غزواته بين جبلين، فسأل عن اسمها فقالوا: فاضِحٌ ومُخْزٍ، فعدَل عنهما ولم يَجُزْ بينهما.