تُعد أمراض العين مثل التهاب الشبكية الصباغي والمياه الزرقاء من المشكلات التي تؤثر بشكل كبير على الرؤية وتستدعي التدخل الطبي المبكر. في هذا المقال، سيتناول مركز نور الحياه للعيون ثلاث حالات رئيسية: التهاب الشبكية الصباغي، والمياه الزرقاء عند الأطفال، والمياه الزرقاء عند البالغين، مع توضيح العلاج والتدخل المناسب لكل حالة.

1. التهاب الشبكية الصباغي
التهاب الشبكية الصباغي هو مرض وراثي يصيب الشبكية، الجزء الحساس للضوء في العين. هذا المرض يؤدي إلى تدهور تدريجي في الخلايا الحساسة للضوء، مما يسبب مشاكل في الرؤية الليلية وفقدان الرؤية المحيطية (الجانبية) وقد يتطور إلى العمى.

الأعراض:
صعوبة في الرؤية الليلية.
فقدان الرؤية الجانبية (الأنبوبية).
بطء تدهور الرؤية على مدار سنوات.
العلاج:
حتى الآن، لا يوجد علاج نهائي لالتهاب الشبكية الصباغي، لكن هناك بعض الأساليب التي تساعد في تخفيف الأعراض أو إبطاء تقدم المرض:

المكملات الغذائية: مثل فيتامين A، C، وE وبعض مضادات الأكسدة.
العلاجات الجينية: هذه التقنيات قيد التطوير وتهدف إلى استبدال الجينات المعيبة المسؤولة عن المرض.
الأجهزة البصرية المساعدة: لتحسين الرؤية المتبقية لدى المرضى.
زراعة الشبكية الصناعية: تقنية جديدة تعتمد على زرع أجهزة في العين تساعد في استعادة بعض الوظائف البصرية لدى المرضى في الحالات المتقدمة.
2. المياه الزرقاء عند الأطفال (الجلوكوما الخلقية)
أنواع المياة الزرقاء أو الجلوكوما الخلقية هي حالة نادرة تحدث نتيجة ارتفاع ضغط العين لدى الأطفال حديثي الولادة أو في مراحل الطفولة المبكرة. إذا لم تُعالج مبكرًا، قد تؤدي إلى تلف العصب البصري وفقدان البصر الدائم.

الأعراض:
كبر حجم العين بشكل غير طبيعي.
زيادة الدموع والحساسية للضوء.
عتامة في القرنية (تبدو غائمة).
العلاج:
الجراحة: تُعتبر الخيار الرئيسي لعلاج الجلوكوما الخلقية عند الأطفال، حيث يتم فتح القنوات في العين لتحسين تصريف السائل وتقليل الضغط داخل العين.
الأدوية: تستخدم أحيانًا لخفض ضغط العين قبل أو بعد الجراحة، مثل قطرات العين التي تقلل إنتاج السائل أو تزيد تصريفه.
المتابعة الدورية: لضمان استقرار ضغط العين وتجنب أي مضاعفات بعد العلاج الجراحي.
أهمية التدخل المبكر:
الجلوكوما الخلقية تحتاج إلى تدخل فوري لتجنب تلف العصب البصري.
الأطفال الذين يتلقون العلاج في الوقت المناسب غالبًا ما يتمكنون من الحفاظ على رؤيتهم.
3. المياه الزرقاء عند البالغين (الجلوكوما)
المياه الزرقاء في العين أو الجلوكوما هي حالة شائعة تصيب البالغين، وتحدث نتيجة ارتفاع ضغط العين الذي يؤدي إلى تلف العصب البصري. عادةً ما تتطور المياه الزرقاء ببطء ولا تظهر أعراض واضحة في المراحل المبكرة، ولكنها قد تؤدي إلى فقدان الرؤية التدريجي.

الأنواع:
الجلوكوما ذات الزاوية المفتوحة: النوع الأكثر شيوعًا، يحدث تدريجيًا مع مرور الوقت نتيجة انسداد قنوات تصريف السائل.
الجلوكوما ذات الزاوية المغلقة: حالة طارئة يحدث فيها ارتفاع مفاجئ في ضغط العين نتيجة انسداد مفاجئ للقنوات.
الأعراض:
فقدان تدريجي للرؤية الجانبية.
في حالة الجلوكوما ذات الزاوية المغلقة، قد يحدث ألم حاد في العين مع صداع شديد، غثيان، وتشوش الرؤية.
العلاج:
الأدوية: مثل قطرات العين التي تقلل ضغط العين عن طريق تقليل إنتاج السائل أو زيادة تصريفه.
العلاج بالليزر: يُستخدم لفتح قنوات تصريف السائل في العين.
الجراحة: في الحالات المتقدمة، قد يلزم إجراء عملية جراحية لخلق قنوات جديدة لتصريف السائل الزائد وتقليل ضغط العين.
المتابعة المستمرة:
المراقبة الدورية لقياس ضغط العين وفحص العصب البصري ضرورية لمنع تدهور الحالة.
العلاج المبكر يمكن أن يحافظ على الرؤية ويمنع التلف الدائم للعصب البصري.