لقد وضعت الحكومة المصرية مؤخراً خطة شاملة ورؤية واضحة لتطوير منطقة الساحل الشمالي، والتي تشمل إعادة التطوير لمناطق العمق به؛ لرفع القيمة الاقتصادية لهذه المناطق، وتهيئة المناخ المناسب لجذب المزيد من الاستثمارات سواء المحلية أو الأجنبية، وتعظيم العائد الاقتصادي منها، مع تحسين الجانب الحضاري منها، سواء على مستوى قرى الساحل الشمالي بالترتيب أو المدن المليونية المستدامة الخدمات التي يتم إقامتها في الساحل الآن، على غرار مدينة العلمين الجديدة، وإلخ من المشروعات الهامة التي سوف نستعرض تفاصيلها فيما هو قادم
لماذا يتم تطوير الساحل الشمالي الغربي الآن؟
يعتبر مشروع تنمية الساحل الشمالي الغربي من العلمين حتى السلوم، من أهم المشروعات التنموية المقامة على مستوى الجمهورية خلال الفترة الراهنة، والمحدد ضمن المخطط الاستراتيجي القومي للتنمية العمرانية 2052 م، وذلك بإقامة مجتمعات عمرانية جديدة تستوعب الزيادة السكانية المتوقعة في العقود القادمة، مع العلم أن نطاق الساحل الشمالي الغربي يمتد من العلمين حتى السلوم لمسافة تبلغ نحو 500 كم، وذلك بنطاق وظهير صحراوي يمتد في العمق لأكثر من 280 كم، ويشغل مسطح نحو 160 ألف كم2، ويمتاز ذلك النطاق التنموي بالتفرد والتميز، حيث أنه يحظى بكافة الموارد والمقومات الاستثنائية الموزعة في كافة أنحاء الجمهورية؛ لتتجمع داخل مكان واحد، وهو الساحل الشمالي الغربي وظهيره الصحراوي
ما أهم المطورين العاملين في الساحل الشمالي؟
لقد استطاع الساحل الشمالي استقطاب أكبر المطورين العقاريين في مصر والخارج؛ لإقامة مشروعات مميزة وبمعايير عالمية، وبعضها حقق نجاحات فاقت التوقعات مثل قرية فوكا باي الساحل الشمالي المقدمة من شركة تطوير مصر العقارية وذلك على أجمل شواطئ منطقة رأس الحكمة، وغيرها الكثير، ونجاح تلك القرية وباقي القرى التي على شاكلتها؛ ينبع من الافكار المتفردة والتصميمات العالمية، والاستعانة بالخبرات الأجنبية في إقامة منتجعات سياحية بمعايير عالمية ومزايا جديدة على مشروعات الساحل الشمالي، وأهمها بالطبع اللاجونز أو البحيرات الصناعية المجهزة للسباحة بشواطئ فيروزية رائعة، بالإضافة إلى تنافس تلك الشركات في تقديم أحدث المرافق والأنظمة المتطورة داخل القرى؛ لتقديم أعلى مستوى من الراحة والرفاهية لرواد القرية بالشكل الذي يمنحهم أفضل العطلات وسط أجواء من الطبيعة الساحرة
مدينة العلمين الجديدة وأهم ما يميزها
تعتبر مدينة العلمين الجديدة من أهم المشروعات التي تم إطلاقها مؤخراً في الساحل الشمالي الغربي، بهدف تطويره وتشجيع المستثمرين لإقامة مشروعات سياحية متميزة بداخلها، خاصة أن الحكومة المصرية لم تدخر أي جهد في تطوير البنية التحتية لتلك المدينة، وربطها بكافة أنحاء الجمهورية عبر شبكة متكاملة من الطرق والمواصلات، وتم الإعلان عن حزمة من المشروعات الضخمة التي حققت رواجاً كبيراً، والتي أعلنت عنها مؤخراً شركة سيتي إيدج للتطوير العقاري وكانت الأولى من نوعها في مصر، وأبرزها أبراج العلمين الشاطئية المقامة على منصات مكونة من عدة أدوار متاح بها كافة الخدمات التجارية والترفيهية المتنوعة
تعتبر مدينة العلمين الجديدة أول مدينة مليونية في الساحل الشمالي، وتتشابه مع العاصمة الادارية من حيث ضخامة المشروعات المقامة بها، وتمتد على مساحة 48 ألف فدان وبعمق 60 كم جنوب الشريط الساحلي، ومن المخطط للمدينة تستوعب أكثر من 3 مليون نسمة، وتقع داخل الحدود الإدارية لمحافظة مرسى مطروح بطول 48 كم من الطريق الدولي (الاسكندرية _ مطروح)، ويمتاز موقع المدينة بالإطلالة الخلابة على ساحل البحر الأبيض المتوسط بطول يبلغ 14 كم
ما تفاصيل مشروع رأس الحكمة بالساحل الشمالي
يعتبر رأس الحكمة من أحدث المشروعات التنموية التي تم إطلاقها مؤخراً ضمن خطة تطوير الساحل الشمالي، وذلك باستثمارات مباشرة قدرها نحو 35 مليار دولار، بشراكة مصرية إماراتية وذلك لمدى تميز تلك المنطقة التي تقع على بعد 350 كم، تقريباً في شمال غرب القاهرة، وذلك على مساحة تمتد لأكثر من 170 مليون متر مربع، وهي تتبع إدارياً مدينة مرسى مطروح، وسوف يتضمن المشروع مرافق سياحية ومنطقة حرة ومنطقة استثمارية إلى جانب العديد من المباني السكنية والترفيهية والتجارية
فقد تم التخطيط لتلك المدينة بحيث تكون شاملة لكافة جوانب الحياة الحضرية، سواء منطقة سكنية تمتد على مساحة 80 مليون متر مربع، عليها نحو 190 ألف فيلا وشقة، تستوعب ما يقارب المليوني نسمة، بالإضافة إلى المساحات الخضراء الشاسعة التي جعلتها المدينة الأكثر خضرة على ساحل البحر المتوسط، وتعتبر تلك المدينة بداية لحزمة مدن ومناطق تم الإعلان عنها من قبل الحكومة المصرية؛ لاستثمارها على الوجه الأمثل وأبرزها منطقة الضبعة وغيرها الكثير، ونجاح كل مشروع يكون له الأثر العظيم في نجاح المشروع التالي له، خاصة أن الساحل الشمالي دائماً ما يثبت بأنه من أهم المناطق الجاذبة على مستوى مصر، ولم ولن يفقد رونقه أبداً؛ لما يتمتع به من مقومات مستدامة كانت فقط بحاجة إلى مد يد التطوير والتنمية إليها واستغلالها بالشكل الفعال، وبكل تأكيد دائماً ما يشير الخبراء إلى أهمية الاستثمار في الساحل الشمالي وأنه الوجهة الأفضل لتحقيق فرصة استثمارية مجدية على المدى الطويل