بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مسافة يقطعها المرء من بناية بسقوطه على الأرض
في ثانية قد تَكسر، 3 ثواني قد تقتل ،
وقد يتمزق أشلاء في ما دون الدقيقة .
مسافة ساعة ؟
لربما لم يكن شيئًا مذكورًا
,
[70 سنة ]
هي مدة زمنية يقطعها أقوام ليتسنى لهم الوصول
ليس لسطح القمر، أو المريخ؛ بل لمكان سُخِّرَ لهم خصيصًا .
أولئك أقوام خفت عقولهم فهوت أجسادهم .
خفيف الظل أنت ، حين كنت تتندر بشعيرة ربانية أو من التزمها ،
هل ستذكر الجماعة التي حولك حين كنت تتندر وتضحكهم ؟
كلهم سينشغلون بنصيبهم من العذاب، هم لن يذكروك فضلًا
عن تذكرهم لتعليقك المضحك .
وأنت تمر في تلك المسافة بأقوام كلٌ في دَرَكٍ يعذبون ،
ولابد أن تكمل سبعين سنة في عذاب ،
ولهب يشويك ويقطع جسدك فيعود كما كان،
إلى أن تصل لمقرك في جهنم عياذًا بالله .
تلك السبعين ليست إلّا [ مسافة الطريق ] للوصول إلى زنزانة
التعذيب في جهنم نكالًا من الله
ذاك المزاح المحرم يحدث ممن يسخر من الدعاة ،
والوعّاظ الذين امتلئت قلوبهم غيرة فيُقذفون في أعراضهم ،
أو السخرية من مجاهدين أعيتهم المعارك، وأصمّ آذانهم أزيز الطائرات ،
واخترقت أجسادهم طلقات الرصاص ونيران المدافع ؛
بأنهم ما أذهبهم إلا المتاجرة بالتبرعات ، والمناكحة ، والتنزه ، وغيره .
أو تندر بعضهن بمظهر امرأة مستقيمة التفت ملابسها على جسدها الطاهر
حياءا وسترًا فلم تُظهر عورتها لمن حولها من النساء ، وحجابها سابغ من
رأسها لأخمص قدميها ، فتنتعتها بناقصة عقل ، أو بالقروية عديمة الذوق .
مزاحك، وخفة دمك سخّرتها لانتقاص الدين وأهله ، باستقلالك لشعيرة ،
أو استهزاءك بها ، أو بمن التزم بها من غير أن تشعر ..
تحاول جلب الأنظار؛ لتخرج بصورة المعلّق الظريف ،
أو قاصف الجبهات الفنان .
الآن وقد قالوا؛ فمالذي سينفعك ؟ ومن ذا الذي سيخرجك من درك الجحيم ؟ !
هذا كله بغض الطرف عن كون الإستهزاء بالدين، أو شعيرة منه ،
أو أحد من أهله كفر .
الكلام في عذاب الاستهزاء فقط ، ناهيك عن عذاب الكفر
الذي كان بسبب ذاكم التعليق الظريف ، وهل سيخرج صاحبه
من النار، أم سيكون من حطبها .
ذلك في كتاب الله في آية نزلت في قوم يتندرون
بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول أحدهم :
( ما رأينا مثل قرّائنا هؤلاء أرغب بطونًا ، ولا أكذب ألسنًا ولا أجبن عند اللقاء) ؛
فيتنزل القرآن فاصلًا
{ قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون . لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ...}
,
فاربط عنان لسانك يارعاك الله .