تعرف على “محمد مود” سفير الفن الهادف ومحارب العنصرية بأغاني «الراب»
كثيرة هي الأعمال الفنية من حولنا ولكن القليل منها فقط يحمل رسالة هادفة للمجتمع ويخدم قضية حساسة وآفة منتشرة منذ قديم الأزل بين صفوف البشرية ولا زلنا نحاول التعافي منها.
محمد مصطفى أو محمد مود كلاهما سواء، شاب سوادني أصيل من مواليد المملكة العربية السعودية والمقيم بجدة، آمن بموهبته وقدرته على إحداث الفارق وإيصال رسالة من خلال فنه وأغانيه من فئة الراب مفادها لا للعنصرية وكلنا سواسية ولا فرق بين بشرة وأخرى.
مسيرة فنية لم يكن مُخططًا لها
لم يخرج محمد من منزل فني ولا يمتلك أقارب في ذلك المجال ساعدوه على اقتحامه، كان من المُقدر له أن يكون مُختصًا بالحاسب الآلي لتخرجه من قسم الاتصالات، لم يكن الفن ولا الأغاني تحديدًا من هواياته أو اهتماماته حتى عام 2004، عندما اكتشف شغفه للأغاني بفضل صديق له يمتلك ستوديو للتسجيل والتوزيع، وهو ما أتاح الفرصة له للتجربة واكتشاف ذاته من جديد في ذلك المجال.
وقع محمد مود في حب الموسيقى وتأليف الأغاني، واكتشف كنزًا دفينًا بداخله يتمثل في كتابة الكلمات وتنظيمها، وهو ما دفعه للجزم بأنه على أتم الجاهزية لاقتحام المجال الفني وعالم الموسيقى وتحديدًا أغاني الراب التي لا تستند إطلاقًا على جمالية صوت المغني ولكن على كلمات الأغنية والتوزيع والموسيقى وتنسيق جميع تلك العناصر بشكل جيد من أجل إنتاج أغنية تلفت انتباه المستمعين.
أخفى فنه عن أهله وتلقى الدعم اللازم من أصدقائه
كان نشاط محمد مود الفني في بداية مسيرته مُقتصرًا على منتديات الراب فقط وهو مجتمع محدود بالتأكيد، وبالتالي لم يعلم أي فرد من عائلته أي شيء بخصوص مسيرته في عالم أغاني الراب، لم يقف الشاب ساكنًا بل تلقى كامل الدعم والتشجيع من الأصدقاء وجميع المحيطين به لدفعه على الاستمرار وعدم الاستسلام لأي معوقات أو صعوبات تواجه أي شاب في بداية مسيرته الفنية.
لدى محمد مصطفى مود العديد من أغاني الراب الهادفة والتي حققت رد فعل إيجابي وصدى جيد بين الشباب ومحبي الراب منذ إطلاقها، أبرزها وأكثرها حُبًا لقلبه هي “عن من دونهم ايش تسوي”، بالإضافة إلى أغنية أخرى تهدف إلى محاربة ظاهرة العنصرية البغيضة والقضاء عليها واستئصالها من المجتمع نهائيًا.
ذاع صيت محمد مود تدريجيًا في عالم الفن وأغاني الراب وأصبح يمتلك قاعدة جماهيرية لا بأس بها تتنامى وتتزايد باستمرار كلما أصدر أغاني جديدة، فمثلًا لدينا أغنيتي “أنت مالك” و”هذا درس” اللتان حققتا نجاح لا بأس به ومعدل مشاهدات رائع تخطى مئة ألف مشاهدة منذ أن تم إطلاقهما وما زال الرقم في ازدياد حتى وقت كتابة تلك السطور.
طموح يسبقه حلم وأماني باستمرار تقديم الفن الهادف
قد يزعم الكثير أن الشاب السوداني محمد مود قد اقتحم مجال أغاني الراب أملًا منه في الشهرة وجني الأموال ومنافسة عمالقة المجال مثل قصي ومروان بابلو والكثير، ولكنه على النقيض لا يريد سوى إيصال الرسالة الهادفة فقط من جميع الأعمال التي يُقدمها وإحداث تأثير إيجابي على البشرية من خلال مناقشة الظواهر السلبية المنتشرة في مجتمعاتنا.
يؤمن محمد بخلود الفن الهادف وانتصاره في معركة البقاء والاستمرار لعشرات السنوات على الأغاني التي قد تحقق نجاحًا لحظيًا ولكنها ستتلاشى بمرور الوقت، لا يعتبر معدل المشاهدات معيارًا على معدل نجاح الأغنية من عدمها بقدر اهتمامها بمدى تأثيرها على مستمعيه وخلودها في ذاكرتهم.
لا يكل محمد مود عن محاولة تطويره لذاته ولا يعكف عن الارتقاء بفنه وتقديم أغاني راب ذات قيمة وهدف، عن من دونهم ايش تسوي وباقي أغانيه هما مجرد البداية وسط مستقبل واعد للشاب الذي يقدم فن بمنظور مختلف تمامًا بخلاف الذي عهدناه خلال الأعوام الماضية.