قيل لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ أيُّ الناسِ أفضلُ قال كلُّ مخمومِ القلبِ صدوقِ اللسانِ قالوا صدوقُ اللسانِ نعرفُه فما مخمومُ القلبِ قال هو التقيُّ النقيُّ لا إثمَ فيه ولا بغيَ ولا غِلَّ ولا حسدَ
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 3416 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
سلامةُ القلبِ وصِدقُ اللِّسانِ من أجلِّ الصِّفاتِ التي ينبغي أن يَتحلَّى بها المسلمُ، وهي مِن الصِّفاتِ التي يَتفاضَلُ فيها الناسُ، وهي مِن أعظمِ أسبابِ دخولِ الجَنَّةِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عَمرٍو رَضي اللهُ عنهما: "قيل لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ تعالى علَيه وسلَّم: أيُّ النَّاسِ أفضَلُ؟"، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "كلُّ مَخْمومِ القلبِ"، أي: سَليمِ القَلبِ نَظيفِه، وهو مِن تَخميمِ البَيتِ، أي: كَنْسِه وتَنظيفِه، والمعنى: أن يكونَ قلبُه نَظيفًا خاليًا مِن سيِّئِ الأخلاقِ، "صَدُوقِ اللِّسانِ"، أي: لسانُه مُبالِغٌ في الصِّدقِ، فيَحصُلُ بذلك المطابقَةُ بين تَحسين اللِّسانِ وطهارةِ القَلبِ، فيَخرُجُ عن كوْنِه مُرائيًا.
فقال الصَّحابةُ رَضي اللهُ عنهم: "صَدوقُ اللِّسانِ نَعرِفُه، فما مَخمومُ القلبِ؟"، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "هو التَّقيُّ"، أي: الخائفُ مِن اللهِ في سرِّه وعلَنِه، والمُراقِب له في كلِّ أعمالِه، "النَّقيُّ"، أي: نقيُّ القلبِ، وطاهِرُ الباطِنِ، "لا إثْمَ فيه"، وفي روايةٍ: "لا إثْمَ عليه"، أي: لا يوجَدُ به سوءٌ مِن الحِقدِ والغِلِّ، فإنَّه مَحفوظٌ بحِفظِ اللهِ وعِنايتِه، وقولُه: "ولا بغْيَ" أي: لا ظُلمَ فيه ولا مَيلَ عن الحقِّ، "لا غِلَّ" أي: لا حِقدَ، "ولا حسَدَ"، أي: ولا يتمنَّى زوالَ نِعمةِ الغيرِ.
وفي الحديثِ: الحَثُّ على سَلامةِ الصُّدورِ والقلوبِ مِن الصِّفاتِ الخبيثةِ؛ كالغِلِّ والحِقدِ والحسَدِ، وغيرِ ذلك.
وفيه: أنَّ اللهَ سبحانه يَنظرُ إلى القلوبِ والأعمالِ، فيُجازي على ما يَطَّلِعُ عليه في قلبِ عبده مِن الإحسانِ أو غيرِه.
منقول للفائدة..