تشكّل الآداب العامّة في حياة المجتمعات المختلفة ركيزة أساسية
من ركائز استقرار الأفراد في أوطانهم وأماكن سكناهم
فالآداب العامّة هي تلك الآداب التي تمّ التعارف عليها بين الأفراد في المجتمعات المختلفة
وتتضمّن الآداب العامّة آداب التعامل بين الناس في مختلف المواقف والأوقات
في الزيارات، والشارع، والاستئذان، والمواعيد، والاجتماعات، وأثناء تناول الطعام
وفي العديد من المجالات والأمور الأخرى العديد والمتنوعة.
أهمية الآداب العامّة في سلوك الأفراد
* يمكن للآداب العامّة أن تكون الضامن الرئيسي الذي يمكن له أن يعمل على
ضمان استمرار العلاقات بين الأفراد ضمن حدود المودة والمحبة
ذلك أن نسبة كبيرة لا بأس بها من الخلافات التي تنشب بين الأفراد تكون ناتجة
عن عدم التقيد بهذه الآداب أثناء التعاملات اليومية بينهم، فلو تقيّد الجميع بآداب عامة
في تعاملاتهم الحياتية اليومية لأصبح الحال أفضل خاصة في ظل زمن السرعة الذي نعيش فيه
فحياة اليوم تتطلب من الفرد ضبط النفس إلى درجة بعيدة جداً تجنباً للصدامات اليومية
التي تستنزف طافة الإنسان، وجهده، وتفكيره، وربما ماله إن تطور الأمر عن حدوده الطبيعية والمعقولة.
* تساعد الآداب العامّة الفرد على أن ينتهج السلوك القويم الذي يجعل الناس
يقبلون عليه بلهفة عالية، وبقلب منشرح، فالإنسان الفظ في تعاملاته يكون مُبعداً
من الجميع، ليس خوفاً منه ولكن تجنباً للصدام غير الضروري معه
فبعض الناس يجب أن يتم استبعادهم من لائحة المعارف حفاظاً على
استمرارية الهدوء في الحياة، وليس كرهاً لهم.
* تعمل وبشكل كبير جداً على مساعدة الفرد على تأدية واجباته ومعرفة حقوقه إزاء الآخرين
فالإنسان الذي يعرف حدوده وواجباته وحقوقه يريح ويستريح، فهذا الإنسان لن يُتعب الناس
ومن يتعامل معهم في تعريفه بالتزاماته المختلفة وحقوقه
هذا إن لم تنشب مشاكل كبيرة بينه وبين الآخرين.
* تعمل الآداب العامّة إن كانت أولوية من أولويات الأفراد في المجتمعات على إنشاء
جيل جديد يتحلى بكافة مقومات الاستمرارية والنجاح، فالأفراد الذين يتعاملون مع بعضهم
بحب ومودة وإخاء، لن يعجزهم التعاون فيما بينهم من أجل الوصول إلى الحالة المثلى
التي يمكنهم من خلالها العيش برخاء، وهذا واضح وضوح الشمس من الدول المتقدمة
والتي تنتشر بين مواطنيها الآداب العامّة المصونة قناونياً، لهذا فنحن لا نجد في دول
كهذه الدول أي بعدٍ عن تمظهرات الآداب العامّة بين الناس، وفي نفس الوقت نجد
أن النهضة في دولهم وصلت إلى مديات بعيدة جداً أكثر من تلك الدول
التي تغيب عنها الأخلاق والآداب وبالتالي النهضة والتطور.