يمكن أن تساهم تقنية HFT في ظاهرة "حشو عروض الأسعار"، حيث تقوم الشركات بسرعة بإرسال وإلغاء عدد كبير من الطلباتo التغلب على أنظمة التداول الخاصة بالمنافسين والحصول على ميزة. يمكن أن تؤدي هذه الممارسة إلى تدهور جودة السوق، وزيادة تكاليف المعاملات، وتجعل من الصعب على المشاركين الآخرين في السوق تنفيذ الصفقات.

الاستجابات التنظيمية للتجارة عالية التردد
واستجابة للتحديات التي يفرضها التداول عالي التردد (HFT)، نفذت الهيئات التنظيمية تدابير مختلفة لتعزيز شفافية السوق وعدالته واستقراره. على سبيل المثال، أدخلت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) قواعد للحد من ممارسات التلاعب مثل الانتحال والطبقات، حيث يقدم المتداولون أوامر وهمية لخلق انطباعات مضللة عن طلب السوق.

إحدى المبادرات التنظيمية الهامة هي تنفيذ مسار التدقيق الموحد (CAT) في الولايات المتحدة. تم تصميم CAT لتزويد المنظمين ببيانات شاملة عن جميع عمليات تداول الأسهم والخيارات، بما في ذلك تفاصيل حول هوية المشاركين في السوق وتسلسل الصفقات. تساعد قدرة المراقبة المعززة هذه الجهات التنظيمية على اكتشاف الممارسات التجارية التي يحتمل أن تكون مسيئة ومعالجتها بشكل أكثر فعالية.

كما اتخذت الهيئات التنظيمية الأوروبية خطوات لمعالجة المخاوف المتعلقة بالتداول عالي التردد (HFT). قدم توجيه الأسواق في الأدوات المالية II (MiFID II)، الذي تم تنفيذه في عام 2018، متطلبات أكثر صرامة لشركات HFT، بما في ذلك الحاجة إلى الموافقة التنظيمية، وتعزيز ضوابط المخاطر، وزيادة الشفافية حول أنشطة التداول. وينص قانون MiFID II أيضًا على أن تقوم شركات HFT بتوفير السيولة على أساس مستمر، مما يساعد على ضمان مساهمة أنشطتها بشكل إيجابي في أداء السوق.

مستقبل التداول عالي التردد
من المرجح أن يتشكل مستقبل HFT من خلال التقدم التكنولوجي المستمر والتطورات التنظيمية وديناميكيات السوق. مع استمرار تطور التكنولوجيا، ستسعى شركات HFT إلى الاستفادة من الابتكارات مثل الحوسبة الكمومية والذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي للحصول على المزيد من المزايا التنافسية. يمكن أن تؤدي هذه التطورات إلى استراتيجيات تداول أسرع وأكثر تعقيدًا، مما قد يؤدي إلى تغيير مشهد HFT.




شاهد ايضا



دورة تعلم الاسهم من الصفر الى الاحتراف

دورات في تحليل الاسهم