يُعَدّ الصلع الوراثي مشكلة شائعة تُواجه الكثير من النساء وتؤثر على مظهرهن وثقتهن بأنفسهن. تُعزى هذه الحالة بشكل رئيسي إلى العوامل الجينية، لكنها قد تتفاقم نتيجة عوامل أخرى مثل التغيرات الهرمونية والضغط النفسي. سنستعرض في هذا المقال أشكال الصلع الوراثي عند النساء وأبرز الطرق لعلاجه.

ما هو الصلع الوراثي؟
الصلع الوراثي هو نوع من تساقط الشعر يحدث بسبب عوامل جينية تُؤثر على بصيلات الشعر، مما يؤدي إلى ترقق الشعر أو تساقطه بشكل تدريجي. يُعرف الصلع الوراثي عند النساء باسم الثعلبة الأندروجينية، ويختلف نمطه عن الصلع الوراثي عند الرجال.

أشكال الصلع الوراثي عند النساء
1. ترقق الشعر في منطقة مقدمة الرأس
عادةً ما يبدأ الصلع الوراثي عند النساء بترقق الشعر في مقدمة الرأس دون انحسار ملحوظ لخط الشعر الأمامي، وهو ما يميزهن عن الرجال. قد يبدو الشعر في هذه المنطقة أقل كثافة مع مرور الوقت.

2. ترقق الشعر في أعلى فروة الرأس
يتسبب الصلع الوراثي عند النساء في فقدان كثافة الشعر في قمة الرأس، حيث تبدو فروة الرأس واضحة بشكل أكبر مع الوقت، لكن دون ظهور بقع صلعاء كما هو شائع عند الرجال.

3. توزيع التساقط في فروة الرأس بالكامل
قد يظهر الصلع الوراثي عند بعض النساء بشكل متساوٍ عبر فروة الرأس، بحيث يصبح الشعر أقل كثافة في جميع المناطق.

أسباب تفاقم الصلع الوراثي عند النساء
بالإضافة إلى العامل الجيني، هناك عوامل أخرى قد تزيد من حدة الصلع الوراثي، منها:

التغيرات الهرمونية: مثل تلك التي تحدث خلال فترة الحمل أو انقطاع الطمث.
الإجهاد النفسي: الذي قد يُؤدي إلى تساقط الشعر بشكل مؤقت أو يزيد من ضعف بصيلاته.
سوء التغذية: نقص الفيتامينات والمعادن الضرورية مثل الحديد والزنك.
استخدام منتجات شعر غير مناسبة: مثل المواد الكيميائية القوية التي تُضعف الشعر.
كيفية تشخيص الصلع الوراثي عند النساء
يتطلب تشخيص الصلع الوراثي استشارة طبيب مختص في الأمراض الجلدية أو طبيب تجميل متخصص في الشعر. يتم التشخيص من خلال:

الفحص السريري: لتقييم نمط تساقط الشعر ومدى انتشاره.
اختبارات الدم: للكشف عن أي نقص في الفيتامينات أو اضطرابات هرمونية.
اختبار شد الشعر: لتحديد قوة الشعر ومدى هشاشته.
الخزعة الجلدية: في حالات نادرة يتم أخذ عينة صغيرة من فروة الرأس لفحصها.
طرق علاج الصلع الوراثي عند النساء
لحسن الحظ، هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها التعامل مع الصلع الوراثي عند النساء. تختلف فعالية العلاج حسب درجة التساقط ونمطه.

1. العلاجات الدوائية
أ) المينوكسيديل (Minoxidil)
يُعتبر المينوكسيديل من أكثر العلاجات شيوعًا.
يُستخدم على فروة الرأس لتحفيز بصيلات الشعر على النمو وزيادة كثافته.
يجب استخدامه بانتظام للحصول على نتائج ملحوظة.
ب) العلاجات الهرمونية
تُستخدم لعلاج اضطرابات هرمونية مرتبطة بتساقط الشعر، مثل ارتفاع هرمون الأندروجين.
قد يصف الطبيب حبوب منع الحمل أو أدوية مضادة للأندروجين.
ج) المكملات الغذائية
تناول الفيتامينات والمعادن، مثل البيوتين، والزنك، وفيتامين D لتحسين صحة الشعر.
2. العلاج بالليزر
يُستخدم الليزر منخفض المستوى لتحفيز بصيلات الشعر وتحسين تدفق الدم إلى فروة الرأس.
يُساعد هذا العلاج على تقوية الشعر وتحفيز نموه.
3. زراعة الشعر
تُعَدّ زراعة الشعر خيارًا فعالًا للنساء اللواتي يعانين من تساقط الشعر الشديد.
تعتمد العملية على نقل بصيلات الشعر من منطقة كثيفة إلى المناطق المتأثرة.
تُستخدم تقنيات حديثة مثل FUE (استخراج الوحدات المسامية) وSapphire Pen لتحقيق نتائج طبيعية.
4. العلاج بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP)
يتم استخلاص البلازما من دم المريض وحقنها في فروة الرأس.
تُساعد البلازما على تحفيز نمو الشعر وتحسين صحة البصيلات.
5. العلاجات الطبيعية
استخدام الزيوت الطبيعية مثل زيت الخروع وزيت الأرغان لتحفيز نمو الشعر.
تطبيق ماسكات تحتوي على مكونات طبيعية مثل الألوفيرا وزيت جوز الهند.
6. تقنيات حديثة
تشمل العلاجات الحديثة استخدام الخلايا الجذعية لتعزيز نمو الشعر، لكنها لا تزال في مرحلة التجارب.
كيفية الوقاية من تفاقم الصلع الوراثي
بالرغم من أن الصلع الوراثي قد يكون صعب العلاج، إلا أن هناك خطوات يمكن اتباعها لتقليل تفاقمه:

اتباع نظام غذائي متوازن: يحتوي على البروتينات والفيتامينات الضرورية لنمو الشعر.
الحفاظ على صحة فروة الرأس: من خلال تنظيفها وترطيبها بانتظام.
تجنب التوتر: من خلال ممارسة الرياضة أو تقنيات الاسترخاء.
اختيار منتجات شعر مناسبة: خالية من المواد الكيميائية الضارة.
استشارة طبيب مختص عند ملاحظة تساقط الشعر: للتدخل المبكر.
تجارب النساء مع الصلع الوراثي
تختلف تجارب النساء مع الصلع الوراثي حسب درجته ونوع العلاج المستخدم. هناك من تمكنّ من السيطرة على الحالة باستخدام العلاجات الدوائية، بينما لجأت أخريات إلى زراعة الشعر لتحقيق نتائج دائمة.

الخاتمة
الصلع الوراثي عند النساء قد يكون تحديًا نفسيًا وجماليًا، لكنه ليس بلا حلول. العلاجات المتوفرة اليوم تتراوح بين الأدوية، والعلاجات التجميلية، والجراحية، مما يُتيح لكل امرأة اختيار الحل المناسب لحالتها. إذا كنتِ تعانين من تساقط الشعر، فإن استشارة طبيب مختص تُعدّ الخطوة الأولى نحو استعادة كثافة شعرك وثقتك بنفسك.