عملية قطع وتر الكتف

عملية قطع وتر الكتف

عملية قطع وتر الكتف: أهمية التشخيص والعلاج الفعّال

في عالم الطب، تعتبر عملية قطع وتر الكتف من الإجراءات الجراحية التي تستخدم لعلاج الإصابات التي تؤثر على الأوتار في الكتف. الكتف هو أحد المفاصل التي تتيح لنا الكثير من الحركة والمرونة، لكن في حال تعرضه للإصابة الشديدة، قد تؤثر هذه الإصابات بشكل كبير على حياتنا اليومية. في هذا المقال، سنتعرف على الأسباب التي تؤدي إلى تمزق الأوتار في الكتف، والأعراض التي تظهر على المصابين، إضافة إلى الطرق العلاجية والجراحية المتاحة لتخفيف الألم واستعادة القدرة على الحركة.

ما هي الأوتار وما دورها في الكتف؟
الأوتار هي عبارة عن أنسجة ليفية تربط بين العضلات والعظام. في الكتف، تعد الأوتار جزءًا مهمًا من آلية الحركة التي تتيح للذراع أن يتحرك في عدة اتجاهات. تُعرف الأوتار في منطقة الكتف باسم الكفة المدورة، وهي مجموعة من الأوتار التي تدعم حركة الذراع وتثبتها في مكانها.

عندما تتعرض هذه الأوتار للتمزق أو القطع، سواء بسبب إصابة مفاجئة أو تآكل تدريجي مع الوقت، يمكن أن يُسبب ذلك ألمًا شديدًا ويؤثر على قدرة الشخص على استخدام ذراعه بشكل طبيعي.

أسباب تمزق وتر الكتف
لا يقتصر تمزق الأوتار في الكتف على نوع واحد من الإصابات، بل إن الأسباب التي تؤدي إلى ذلك متعددة. من أهم هذه الأسباب:

الإصابات الناتجة عن الرياضة: الرياضيون الذين يمارسون أنشطة مثل السباحة، التنس، رفع الأثقال أو كرة القدم معرضون بشكل خاص لإصابة الأوتار في الكتف نتيجة للحركات المتكررة.
الشيخوخة: مع تقدم العمر، تصبح الأوتار أقل مرونة وأقوى قابلية للتآكل مما يزيد من فرص تمزقها.
الضغط المتكرر: الأشخاص الذين يؤدون أعمالًا تتطلب رفع أشياء ثقيلة أو تحريك الذراع بشكل متكرر قد يعانون أيضًا من تمزق الأوتار في الكتف.
الحوادث المفاجئة: مثل السقوط أو تعرض الكتف لضربة قوية.
الأعراض المصاحبة للإصابة
تمزق الأوتار في الكتف قد يتسبب في ظهور مجموعة من الأعراض التي تدل على الإصابة، ومن أبرز هذه الأعراض:

ألم في الكتف: يشعر الشخص بألم مستمر في المنطقة العليا من الكتف، خاصة عند محاولة رفع الذراع أو تحريكها.
تقلص في الحركة: قد يواجه المصاب صعوبة في رفع أو تحريك الذراع بسبب الألم أو التورم.
ضعف عضلي: يمكن أن يعاني الشخص من ضعف عام في العضلات بسبب إصابة الوتر الذي يتحكم في الحركة.
انتفاخ أو تورم: في بعض الحالات، قد يحدث تورم في منطقة الكتف نتيجة الإصابة.
التشخيص الطبي للإصابة
إذا كنت تشك في إصابتك بتمزق وتر الكتف، يجب عليك استشارة طبيب مختص لإجراء فحص سريري دقيق. يعتمد التشخيص على مجموعة من الفحوصات السريرية مثل اختبار قوة العضلات وحركتها، بالإضافة إلى استخدام تقنيات تصوير متقدمة مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو الأشعة السينية لتحديد مكان وحجم التمزق.

العلاج غير الجراحي
في حالات التمزق البسيط أو الجزئي، قد يوصي الأطباء بالعلاج المحافظ بدلاً من الجراحة. من أساليب العلاج غير الجراحي:

الراحة: من الضروري منح الكتف الوقت الكافي للراحة والشفاء.
العلاج الطبيعي: من خلال تمارين تهدف إلى تقوية العضلات المحيطة بالكتف وتحسين مرونة الأوتار.
الأدوية: مثل المسكنات والمضادات الالتهابية لتخفيف الألم والتورم.
متى يتم اللجوء إلى العملية الجراحية؟
عندما لا تؤدي العلاجات غير الجراحية إلى نتائج فعّالة، أو في حال كانت الإصابة شديدة ومؤثرة على قدرة الشخص على القيام بأنشطته اليومية، فإن العملية الجراحية تصبح الخيار الأمثل. تهدف عملية قطع وتر الكتف إلى إعادة ربط الوتر المقطوع أو المتمزق بعظام الكتف باستخدام خيوط جراحية قوية أو أجهزة طبية متخصصة.

ماذا يحدث أثناء العملية؟
تتم العملية تحت التخدير العام أو الموضعي، وفي بعض الحالات قد يتطلب الأمر إجراء عملية جراحية مفتوحة أو أخرى بالمنظار (التي تقتصر على شقوق صغيرة في الجلد). يعتمد الأسلوب الجراحي على حجم ونوع التمزق، وقد يتطلب الأمر تثبيت الأوتار باستخدام دبابيس أو مسامير صغيرة.

مرحلة التعافي بعد الجراحة
بعد إجراء العملية، يتم عادةً تثبيت الذراع باستخدام جهاز خاص لمنع حركة الكتف بشكل مؤقت. تبدأ فترة التعافي ببطء، وتستمر غالبًا من 6 إلى 12 شهرًا، وهي المدة التي يحتاجها الوتر ليلتئم بشكل كامل. خلال هذه الفترة، يكون العلاج الطبيعي أساسيًا لتعزيز قوة العضلات وتحقيق الحركة الكاملة للكتف.

هل هناك مخاطر؟
مثل أي عملية جراحية، قد يصاحب عملية قطع وتر الكتف بعض المخاطر مثل:

العدوى: وهي واحدة من المضاعفات الشائعة التي قد تحدث بعد أي عملية جراحية.
عدم التئام الوتر بشكل صحيح: في بعض الأحيان، قد يتطلب الأمر جراحة إضافية.
الألم المزمن: قد يعاني بعض المرضى من ألم مستمر بعد الجراحة.
الختام
إن عملية قطع وتر الكتف تعتبر علاجًا ضروريًا في حالات تمزق الأوتار الشديد، الذي يؤثر بشكل كبير على جودة الحياة. من المهم أن يتم تشخيص الإصابة بشكل دقيق واتباع العلاج المناسب الذي يضمن الشفاء التام والتعافي السريع.