الجرثومة الحلزونية H. pylori و القرحة - كيف تحدث الإصابة بها - أعراضها
من خلال سلسلة مقالات سنتحدث عن الجرثومة الحلزونية , و هو موضوع ذي صلة وثيقة بحالة ميكروبيوم الأمعاء #Gut_Microbiome و البكتيريا الجيدة #Good_Bacteria
تعدّ الجرثومة الحلزونية أو جرثومة المعدة (Helicobacter Pylori) عامل خطر أساسي يرفع فرصة الإصابة بقرحة المعدة أو الاثني عشر لدى العديد من الأفراد، أيْ أنّ قرحة المعدة قد تكون واحدة من مضاعفات الجرثومة الحلزونية، وفق المقال الذي نشر في مجلة (Missouri Medicine)
يرتبط اسم #الجرثومة_الحلزونية أو #الملوية_البوابية #Helicobacter_pylori - H. Pylori بالتسبب بقرحة المعدة كما هو معروف , و قد لا تتوقف أضرارها عند ذلك , لكن أيضاً قد تحدث العدوى بها دون أعراض تذكر ..
و يقول العامة أن الضغط النفسي قد يسبب القرحة من خلال زيادة إفراز الحمض , و هذا غير دقيق , إنما الشدة Stress تجعلنا أكثر عرضة للإنتانات لأنها تخسرنا مغذيات هامة للمناعة , و كذلك ترسل الشدة إشارات للبكتيريا الممرضة و منها جرثومة H. pylori بأننا ضعيفون أمام الاستجابة للشدة فتأخذ تلك البكتيريا فرصتها و تغزو نسج بطانة المعدة ..
و قديما ً كان يُظن أن قرحة المعدة تحدث بسبب الأطعمة الحريفة أو شديدة الحموضة .. إلى أن حدد المعهد الوطني للصحة National Institutes of Health في الو.لا.يات المتحد.ة الأ.مر.يكية عام 1994 أن معظم القرحات الهضمية سببها الجرثومة الحلزونية البوابية و أوصى بمعالجتها عن طريق مضادات حيوية
الجرثومة الحلزونية البوابية H. Pylori هي بكتيريا ذات شكل لولبي سالبة الجرام تخترق بطانة المعدة و تفرز مادة #اليورياز #urease التي تحيد أو تعدل neutralize حمض المعدة بما يتيح لهذه الجرثومة التعشيش في المعدة , و يتشكل منتج ثانوي byproduct من تفاعل اليورياز مع حمض المعدة و هو مركب سام للخلايا الظهارية epithelial cells في بطانة المعدة كما تنتج هذه الجراثيم مواد كيميائية سامة لهذه البطانة ، مما يؤدي إلى تلف تلك الخلايا و تلف مواضع الترابط tight junctions بين خلايا بطانة المعدة و حدوث التهاب المعدة Gastritis الذي يتطور في حال عدم العلاج أو العلاج الخاطئ إلى #قرحة_المعدة #Peptic_ulcer في موضع الإصابة
و من المعروف أن حمض المعدة هو خط دفاعي في وجه عموم الميكروبات , لكن لا تجد جرثومة H. Pylori صعوبة في التعشيش في المعدة بوجود الحمض , فهي قادرة من خلال مادة اليورياز على تعديل و تخفيض حمض المعدة , لكن سرعان ما تعود المعدة لإفراز الحمض من جديد كردة فعل , و الذي يسبب اشتداد الألم مكان التقرح , و الحمض لا يسبب القرحة لكنه يزيدها و يسبب الألم فيها .. بينما يشكل نقص حمض المعدة فرصة أكبر لتعشيش جرثومة H. Pylori
و هناك عوامل تسهل حدوث العدوى بالجرثومة الحلزونية البوابية تتعلق بالسلامة الغذائية بالنسبة للأطعمة التي تؤكل نيئة من خضار و فواكه و بالنسبة لمياه الشرب الملوثة .. كما تنتقل من خلال التقبيل و من خلال الاحتكاك مع الحيوانات الأليفة .. لكن لا يمكن أن تتمكن جرثومة H. Pylori من غزو الأنبوب الهضمي لولا ضعف #البكتيريا_الجيدة #Good_Bacteria الحاصل لأسباب عديدة أبرزها أخذ مضادات حيوية Antibiotic بشكل متكرر .. فهناك أنواع من البكتيريا الجيدة قادرة على لجم جرثومة H. Pylori و قتلها
و يُعتقد أن جرثومة H. Pylori شائعة حتى لدى الأفراد الذين لا يعانون من أعراض , إذ يمكن أن تؤثر على ما يصل إلى 50٪ من الأشخاص في جميع أنحاء العالم , و يصاب بالقرحة فقط 5-10٪ من حاملي هذه الجرثومة , و قد يعاني البعض الآخر من ارتداد الحمض Acid Reflux ، في حين أن ما يصل إلى 50٪ قد لا تظهر عليهم أية أعراض ..
لكن عندما يصل الأمر إلى بداية تشكل قرحة المعدة , هناك أعراض واضحة ..
تشمل الأعراض الأولى للقرحة ما يلي : ألم أو إزعاج في الجزء العلوي من البطن يزداد عندما تكون المعدة فارغة فني صحي , الشعور بالامتلاء بعد تناول كمية قليلة من الطعام و عدم تحمل الأطعمة الدسمة , #حرقة_الفؤاد #Heartburn و الارتداد المعدي المريئي , النفخة و الغازات , ضعف الشهية , الغثيان و التقيؤ , التجشؤ المتكرر
و هناك أعراض أشد في مرحلة متقدمة عندما تصبح القرحة نازفة و تستدعي التطبيب بسرعة و هي : اشتداد و استمرار الألم في البطن , براز مدمى أو أسود قطراني , تكرار الإقياء و حدوث إقياء دموي أو أسود يشبه القهوة المطحونة ...
كما يمكن أن تسبب الجرثومة الحلزونية البوابية #قرحة_الإثني_عشر #Duodenal_Ulcer و إذا لم تعالج بشكل كاف ٍ قد تسبب سرطان المعدة من نوع Carcinoma
و بغض النظر عن وصول الإصابة بجرثومة H. Pylori إلى درجة القرحة أو عدم وصولها , مع استمرار إفراز جرثومة H. Pylori لمادة اليورياز urease التي تعدل حمض المعدة سيسبب ذلك عدم هضم الأطعمة بشكل صحيح و بالتالي عوز الكثير من المغذيات أبرزها الحديد و المعادن الأخرى و الفيتامين B12, و كذلك سيحدث تخمر Fermentation لتلك الأطعمة فتحدث حساسيات عديدة من جراء ذلك ..
في المقالة القادمة سنتحدث عن علاقة الجرثومة الحلزونية بالمناعة الذاتية Autoimmunity و كيف يتحول نشاط جهاز المناعة بسببها ضد أنسجة الجسم و منها المعدة نفسها
تُعد الجرثومة الحلزونية واحدةً من العوامل التي تزيد فرصة الإصابة بقرحة المعدة لدى العديد من الأشخاص، فهي تعيش في الغشاء المخاطي الذي يحمي المعدة فتسبب التهابه وتقرحه، ويُعزى ذلك إلى دورها في إفراز إنزيم اليورياز الذي يعادل حموضة المعدة، وارتباطها بقوة في البطانة الداخلية للمعدة، وتحفيز زيادة إفراز أحماض المعدة، ومع ذلك يوجد العديد من الحالات التي تعاني من عدوى الجرثومة الحلزونية دون الإصابة بالقرحة في المعدة.