دار بذهني هذا السؤال وأنا أداري توجسي.. كل الإجابات والتطمينات لم تفلح في بعث سكينة تامة ، أو تعطي إجابة دقيقة..
وهرعت إلى القرآن أتفقد قصص الابتلاء، لأستلهم منها معالم تطفئ جذوة القلق.
مرت بي قصة يونس عليه السلام ، كان الكرب فيها مختلفا غير معتاد، يشترك في غرابته مع هذه الجائحة
(وإن يونس لمن المرسلين* إذ أبق إلى الفلك المشحون* فساهم فكان من المدحضين* فالتقمه الحوت وهو مليم* فلولا أنه كان من المسبحين* للبث في بطنه إلى يوم يبعثون)
في قصة يونس كان الحال فريدا،، كانت حياة في مكان تنعدم فيه كل الأسباب المادية..كانت حياة وسط الموت في بطن الحوت، في جوف البحر، وظلمة الليل..
أما النجاة فقد حصلت بسبب عظيم الأثر في ميزان الله، سببً وضعه الله الذي قدّر البلاء وقَدَر على عباده..
سبّح يونس وتضرع فكانت النجاة.. وكان العطاء أوسع كعادة الكريم الواسع سبحانه.. فقد وهبه مع نجاته البشرى بإيمان قومه..
**** ينجينا الله حين نفزع إليه، ونزيل من قلوبنا كل ركون إلى من سواه..
دهشت حين أجابت الآيات عن سؤال لم أطرحه بعد..
ماذا لو لم يسبّح كيف سينتهي الابتلاء ؟
جاء الجواب مخيفا:( للبث في بطنه إلى يوم يبعثون)
يطول البلاء حين لايشعر الناس بضرورة الركون إلى الله ،ويرتبط شعورهم بالأسباب المادية ..
لاتعارض بين الأخذ بأسباب الوقاية والتسبيح ، كلاهما يؤثر.. لكن القلوب مجالها السماء ، وتعلقها يجب أن يرتبط بالخلاق العليم القدير.
قصة يونس تتكرر في كل البلاءات ، كل مؤمن سينجو من الغم والكرب إذا التزم التسبيح والتضرع
هكذا تحدثنا الآيات
(فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين).
قصة يونس تقدم أسباب النجاة لكل مصيبة وفي كل غم والتسبيح حبل يذكر في القرآن في كل المعضلات ليمتد إلى السماء فيغير كل شيء..