تخلق هذه المشاعر حلقات ردود فعل تعمل على تضخيم اتجاهات السوق. في عمليات البيع التي يحركها الخوف، يؤدي انخفاض الأسعار إلى قيام المزيد من المستثمرين بالبيع، مما يؤدي إلى انخفاض الأسعار بشكل أكبر. على العكس من ذلك، في ارتفاع يحركه الجشع، يجذب ارتفاع الأسعار المزيد من المشترين، مما يدفع الأسعار إلى الارتفاع. إن فهم هذه الدورات العاطفية يمكن أن يساعد المتداولين على توقع انعكاسات السوق وتجنب الانجراف في المشاعر السائدة.

ولمواجهة الخوف والجشع، يجب على المتداولين تنفيذ أساليب منهجية مثل متوسط تكلفة الدولار، والذي يتضمن استثمار مبلغ ثابت على فترات منتظمة بغض النظر عن ظروف السوق. تساعد هذه الإستراتيجية على تقليل التأثير العاطفي لتقلبات السوق وتعزز منظور طويل المدى.

سلوك القطيع وفقاعات السوق
سلوك القطيع، وهو جانب آخر مهم من التمويل السلوكي، يحدث عندما يتبع المستثمرون تصرفات الأغلبية، وغالبا ما يتجاهلون تحليلاتهم الخاصة أو القيمة الأساسية للأصل. يمكن أن يؤدي هذا السلوك إلى تكوين فقاعات السوق والحوادث اللاحقة.

والمثال الكلاسيكي على ذلك هو فقاعة الدوت كوم في أواخر التسعينيات، حيث قام المستثمرون بضخ الأموال في أسهم التكنولوجيا على أساس الاعتقاد بأن الإنترنت سيحدث ثورة في الأعمال التجارية. وأدى ذلك إلى زيادات غير مستدامة في الأسعار، وعندما انفجرت الفقاعة، تكبد العديد من المستثمرين خسائر كبيرة.

يتأثر سلوك القطيع بمجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك التأثير الاجتماعي، والرغبة في الامتثال، والخوف من تفويت الفرصة (FOMO). لتجنب مخاطر سلوك القطيع، يجب على المتداولين تنمية التفكير المستقل والاعتماد على البحث والتحليل الشامل بدلاً من اتباع الحشد.

يعتبر التثبيت والنفور من الخسارة تحيزين إضافيين يؤثران بشكل عميق على قرارات التداول. يشير الإرساء إلى الميل إلى الاعتماد بشكل كبير على أول جزء من المعلومات التي تمت مواجهتها ("المرساة") عند اتخاذ القرارات. في تداول الأسهم، قد يظهر هذا على أنه تثبيت على سعر الشراء الأولي للسهم عند تقييم الشراء أو البيع.



اقرا المزيد



ابسط طريقة لتداول الاسهم للمبتدئين



تعلم التداول في البورصة للمبتدئين