فنون اصطناع مشكلة ~
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
الامور كما تلوح في الأفق، جيدة ومنسابة، وكلٌ في فلك ،!
عامل دائب ، ومجتهد مثابر، يؤدي ماافترضه الله عليه ،
او ما يعتقد أنه سَلوته ومحتمٌ عليه أداؤه ،!
لكن ، لنسبة قلق ، او حالة اكتئاب محدودة ،
او لحظة غضب ، تخل بالتوازن ،
او ارتباك في البنية الداخلية ، تبدأ مسالك التكدير،
وتشغيبات الأنفس ، وكما قيل :
لهوى النفوس سريرةٌ لا تُعلمُ
عرَضاً نظرتُ وخِلتُ أني اسلمُ..!
فيظن العامل المجتهد او المسيطر، ان الامور منفلتة ،
او دون السيطرة، او يستشرف موجة تجديد عاصفة ،
لا يمكن مواجهتها بأسلوب تقليدي قديم ،
لا سيما لمن يعيش على نظرية
(( ليس في الإمكان ابدع مما كان )) .!
فيفكر في إحداث لخبطة جديدة ،
او تسجيل موقف يشتت ،، وذلك على النحو التالي :
1/ دعوى الموآمرة ،
وان المنهج، أو الدائرة ، او الشركة ، او الدعوة في خطر،
وتُحاك لها المكائد الذاتية ، فوجب التيقظ والانتباه .
2/ يوجد انشقاق :
والخلان متباعدون ، والعمال متشاكسون ،
وكأن الجميع كانوا على ائتلاف ، او يمكن جمعهم
على قاعدة صلبة ، وتناسى تباين البشر، واختلاف
أعمالهم وافهامهم ، وهو سنة الخلق ،!
3/ انتشار الجهلة :
فيجب ردّهم للعلم ، وإذكاء الوعي فيهم ،
وهذا لا يحصل الا من طريقه وبوابته ،!
اما ان توجد قنوات للعلم موازية ومنافسة ،
فهذا امر مَخوف ، يوشك ان ينقض عليه فيرديه ،!
كذا في تصورهم ،!
والأمر أيسر من ذلك بكثير،!
4/ التنافس تهارش، والتنوع تنازع :
وأن الواجب العودة للمربع الاول ،
والتعامل مع حجرة ضيقة ،
وليس مكانا فسيحا مترامي الأطراف ،!
يحترم التعددية الدعوية والتنوع الإصلاحي والإغاثي ،
مع تنسيق عام ، وإخاء جم ، لا يفسد للود قضية ،!
5/ التجديد تفكيك :
لماذا ؟؟ لأن امورنا حسنة ، وشغلنا منتظم ،
والمياه جارية على الجميع ،!
والوجه الذي تعرفه خير ممن لا تعرفه ،!
(( إني أخاف ان يبدل دينكم ، أو ان يظهر في الارض الفساد ))
سورة غافر .
6/ كبح الاختلاف :
لأنه أضر بنا منذ أزمان ، وفرق جماعتنا ، وداهم بيضتنا ،!
ولكنهم يفسرون هذا الاختلاف على هواهم وسجيتهم ،
فالخلاف عندهم منصبٌ على تميّز الاخرين وتركهم لاعمالهم ،
وعدم مشاورتهم في كل شئ، ونقض استبدادهم الاداري المستديم ،!
والتي عجزت التقنية الحديثة عن حله ومعالجته ،!
7/ الرأي تهمة :
لا سيما اذا استُروح منه الإجادة والتجديد ،
ورسم مفاهيم جديدة في العمل الدعوي ،!
وكأنها بمثابة الانقلاب ، الذي يُفسّر بالمكيدة ،
والزعزعة ، وحب الاستحواذ ،!
ولا حقيقة لذلك كله الا محاولة المحافظة على مسار هش ،
ونبذ كل مصلح ومجدّد ومصحح ،! (( إن هذا لشئ يراد ))
سورة ص .
8/ الإفلاس الداخلي :
الناجم عن تعثر في المشاريع ، او فوضى إدارية ،
او تعيين لكل من هب ودب ، ورفض كل مسالك التحديث ،
بحيث يفكر احدهم في تصدير مشاكله الى الاخرين ،
لتطيب له الحياة ، ويعكر صفو الموظفين والعاملين .
9/ اعتماد الظنون :
والتعويل عليها عملا وأداء وانطلاقا قال تعالى
(( إن يتبعون إلا الظن وان الظن لا يغني من الحق شيئا ))
(سورة النجم 28) .
وهذا الشخص الظنّان ، لن يصفو له يوم ، ولن يهدأ له بال .!
10/ النصح قدح :
يعظون الاخرين، ويلاحظون عليهم ، فإذا ما نُصحوا وذُكروا
بالمسلك الأرشد في العمل الدعوي، ضجّوا وتضايقوا ،
واعتبروا الناصح ناقدا مفتريا، او مُشهّرا، او متجاوزا ،
وانطمست كل معالم(( الدين النصيحة )) وحديث
(( بايعت رسول الله على النصح لكل مسلم )) .
,