بابِل (باليونانية: Βαβυλών)، (باللاتينية: Babylon)، بالآرامية: ܒܵܒܹܠ أو ܒܳܒ݂ܶܠ (𐡁𐡁𐡋)، بالعبرية: בָּבֶל، بالأكدية: 𒆍𒀭𒊏𒆠). هي مدينة عراقية كانت عاصمة البابليين أيام حكم حمورابي حيث كان البابليون يحكمون أقاليم ما بين النهرين. وافقت اليونسكو في يوليو 2019 على إدراج بابل في لائحة التراث العالمي. وقد اختيرت عاصمة للسياحة العربية لعام 2021م.
التاريخ
حكمت سلالة البابليين الأولى تحت حكم حمورابي (1792 - 1750) قبل الميلاد في معظم مقاطعات ما بين النهرين، وأصبحت بابل العاصمة التي تقع علي نهر الفرات، التي اشتهرت بحضارتها. وبلغ عدد ملوك سلالة بابل والتي عرفت (بالسلالة الآمورية/العمورية) 11 ملكاً حكموا ثلاثة قرون (1894 - 1594 ق.م.). في هذه الفترة بلغت حضارة المملكة البابلية أوج عظمتها وازدهارها وانتشرت فيها اللغة البابلية بالمنطقة كلها، حيث ارتقت العلوم والمعارف والفنون وتوسعت التجارة لدرجة لا مثيل لها في تاريخ المنطقة. وكانت الإدارة مركزية والبلاد تحكم بقانون موحد، سَنَّهُ الملك حمورابي لجميع شعوبها. وقد دمرها الحيثيون عام 1595 ق.م. ثم حكمها الكاشانيون عام 1517 ق.م. وانتعشت بابل بين عامي 626 و539 ق.م. وخصوصاً أيام حكم الملك الكلداني نبوخذ نصر حيث قامت الإمبراطورية البابلية، وكانت تضم بلاداً من البحر الأبيض المتوسط وحتى الخليج العربي. استولى عليها قورش الفارسي سنة 539 ق.م وقتل آخر ملوكها بلشاصر. وكانت مبانيها من الطوب الأحمر. واشتهرت بالبنايات البرجية (الزيجورات). وكان بها معبد إيزاجيلا للإله الأكبر مردوخ (مردوك). والآن أصبحت أطلالاً. عثر بها على باب عشتار وشارع مزين بنقوش الثيران والتنانين والأسود الملونة فوق القرميد الأزرق.
وقد كانت آثار بابل مدرجة على لائحة منظمة اليونسكو للتراث العالمي قبل أن تحذفها المنظمة في نهاية الثمانينات من القرن الماضي بسبب تلاعب النظام العراقي السابق بمعالم المدينة الأثرية وتغيير بعض المعالم وإعادة بناء بعض الأجزاء بدون أي أسلوب علمي. ونحت أول حرف من اسمه واسم والده على طابوق جدران المدينة وتغيير معالم المدينة ووجود المياه الجوفية. وفي يوليو 2019 وافقت على إعادة إدراجها في لائحة التراث العالمي بعد تأمين المدينة وإبعادها عن العسكرة.
التسمية
الكلمة الإغريقية (Βαβυλών) هي تكيف اللغة الأكدية بابيلي. الاسم البابيلي بقي على ما هو عليه في الألفية الأولى ما قبل الميلاد، وتغير الاسم في بداية الألفية الثانية قبل الميلاد بما معناه "بوابة الرب" أو "مدخل الرب" من قبل عالم في التأثيل. الاسم السابق بابيليا على ما يبدو هو تكيف للغة سامية غير معروفة الأصل أو المعنى. في الكتاب العبري يظهر الاسم בבל مفسرًا في سفر التكوين (11:9) بما معناه الحيرة.
أصبحت مدينة بابل بعد الاحتلال مباشرةً مقراً للقوات الأمريكية. ثم بعد ذلك سلّمت ليد وزارة السياحة، ومن ثم التنازع عليها مع البلدية. والآن أصبحت مدينة بابل مهملة باستثناء قصر صدام حسين الذي أصبح فندقاً سياحياً، والقصر موجود بالقرب من هذه الآثار. كما وإن هناك أجنحة فندقية للسياحة والأعراس وهناك قاعة لإقامة المؤتمرات.
اللغة
أطلق أهل بابل على لغتهم اسم اللغة الأكادية "الأكّدية"، وذلك لأن منطقة بابل ككل كانت تُدعى عندهم "أكاد" كما يُلاحظ في نقوش كثيرة وردت فيها أسماء ملوك بابل كـ "ملك أكاد" أو "ملك أكاد وسومر". وقد اقتبس البابليون أبجديتهم من السومريين الذين أسسوا حضارتهم جنوب العراق. وقد ظلت هذه الأبجدية (المسمارية) تُستخدم في كتابة اللغة البابلية/الأكادية حوالي ثلاثة آلاف عام، أي حتى قرن الأول قبل الميلاد.
اللغة البابلية سامية أصيلة، ولكن لفظها لم يشتمل على حروف دردشة التضخيم والتفخيم كما في شات العربية، كالطاء والظاء والضاد. ولا على حروف الحلق كالحاء والعين والهاء والغين.
بابل واليهود
دخل اليهود العراق عندما تم سبيهم من قبل الآشوريين ثم البابليين حيث تم تدوين التوراة في بابل بعد السبي، حيث استمدت الكثير من القوانين البابلية ودونت الكثير من تاريخ بابل والعراق بصورة عامة، فقد كانت المصدر الوحيد لتاريخ وادي الرافدين قبل حل لغز اللغة المسمارية في القرن التاسع عشر.
موجات السبي الرئيسية لبني إسرائيل كانت ثلاثاً هي:
سبي سامريا (721 ق.م)، حيث سبى الآشوريون اليهود وعلى رأسهم شات الأسباط العشرة.
سبي يهواخن (يهوياكين) (597 ق.م)، حيث سبى نبوخذنصر 10 آلاف يهودي من أورشليم إلى بابل.
سبي صدقيا (586 ق.م)، التي كانت علامة لنهاية مملكة يهوذا، وتدمير أورشليم ومعبد سليمان الأول. أربعين ألف يهودي تقريباً تم سبيهم إلى بابل خلال ذلك الوقت.
بابل تراث عالمي
في يوم 5 يوليو/تموز، 2019، أعلنت منظمة الأمم المتحدة والثقافة والعلوم (يونسكو) إدراجها بالإجماع،
لمدينة بابل العراقية ضمن مواقع التراث العالمي.
واشترطت منظمة اليونسكو التزام السلطات العراقية بشروط المنظمة وإزالة المخالفات، وأمهلت السلطات العراقية حتى فبراير 2020.
رصد العراق مبلغ 250 مليون دولاراً لإزالة التغييرات، وأبرزها أنبوب النفط وقصر صدام والزحف العمراني والمستنقعات.
كشف عضو اللجنة المالية النائب صادق مدلول السلطاني، الذي شارك في جلسة التصويت على إدراج مدينة بابل، أن اللجنة المالية في مجلس النواب خصصت 60 مليار دينار لعام 2019 وأن المبلغ في الخمس سنوات المقبلة سيكون 200 مليار دينار وبالتنسيق مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار والحكومة الأتحادية.
أعلن نواب عن محافظة بابل عن تخصيص 59 مليار دينار في الموازنة الاتحادية، لتنفيذ مشاريع في المدينة الأثرية، وستعمل اليونسكو على تأمين مبالغ أخرى، وكشفوا عن نية أعتبار محافظة بابل «عاصمة العراق التاريخية».